العيادة الخارجية.. أو الدجاجة التي تبيض الذهب أصبحت اليوم هي الهدف الرئيسي من الحصول على شهادة الطب.. ولم يكن الطبيب اليوم يتمثل فيه الجانب الإنساني المدعم بالعناية والرعاية للمريض إلا في عيادته.. حيث تلعب المادة دورا كبيرا.. وأخص بذلك أطباءنا الذين يعملون في المستشفيات المركزية.. وهذا الاعتبار ليس منطبقا على الكل بقدر ما ينحصر في أناس معدودين إلا أن هؤلاء يسيؤون للطب بصفة عامة. وماذا يقدم الطبيب لمرضاه وهو موظف حكومي حين يقضي في عيادته الخارجية من بعد صلاة العصر حتى الساعة الرابعة ليلا بالتوقيت الغروبي.. ثم يتهالك على فراشه، وفي الصباح يذهب إلى المستشفى الحكومي وجسمه مشحون بالأتعاب ليقابل المرضى بالناب الكاشر.. واللسان السليط.. إن الأنظمة تقضي بعدم مزاولة الموظف لأي عمل تجاري فلماذا يسمح لهؤلاء بالعمل على أنقاض العمل الرئيسي.. وخصوصا العاملين في مستشفيات الحكومة أيدها الله.
إن ازدياد العيادات الخارجية بصورة مذهلة يعطي دليلا على الاتجاه المادي الصرف.. ومن ثم تقلص من العمل الدولي الواجب في داخل المستشفى.. وماذا يعمل الفقير الذي لا يجد عناية في مستشفى الدولة ولا يملك نقودا يدفعها للعيادة.. هذه السطور باختصار أقدمها إلى معالي وزير الصحة المخلص ليخلص المواطنين من تأثير العيادة..ومن ثم يعيد للمستشفيات كامل رسالتها على يد الأطباء. والله من وراء القصد.
عبدالعزيز النقيدان |