كشمير الحرة اختارت طريق الاسلام وسيصبح هذا البلد الذي يتجاوز عدد سكانه مليونين دولة اسلامية بمعنى الكلمة وهي أول دولة في العالم يرأسها رئيس منتخب وتطبق النظام الاسلامي في كافة المجالات وتنظم الشعب للجهاد في سبيل الله. وسنذكر بعض ما يجري في هذه الدولة من الاجراءات لتحويلها الى دولة اسلامية طالما حلم بها المسلمون في هذه المنطقة:
إن رئيس دولة كشمير وجامو الحرة المجاهد الأكبر السردار محمد عبدالقيوم خان الذي فاز برئاسة هذه الدولة بأغلبية الأصوات الساحقة في الانتخابات التي أجريت في شهر أكتوبر - تشرين الأول - عام 1970 وفق مبدأ تصويت البالغ، شرع الآن في اتخاذ ما يلزم من الاجراءات الحاسمة لانجاز المواعيد التي يتضمنها دستور حزبه (المؤتمر الاسلامي لعموم جامو وكشمير) ويتضمنها بيانه الانتخابي الذي كان أصدره خلال المعركة الانتخابية. ومن ضمن الأمور التي أكد عليها البيان الانتخابي أمران هما من الأهمية بمكان، أحدهما: ستضم كشمير بقسميها الحر والمحتل الى باكستان، أي يعمل على تحرير القسم الذي احتلته الهند ويضم هو وبقية أجزاء كشمير الحرة الى باكستان لتكتمل بذلك أهداف حركة قيام باكستان. وثانيهما: اقامة النظام الاسلامي في كشمير، أي يفرغ سلوك حكومة كشمير الحرة الذي يقوم حاليا على النزعة القومية في قالب النظام الذي جاء به الاسلام عن الحكم ورجاله، ويقضي بذلك على الحواجز التي أقامها الاستعمار الانكليزي إبان حكمه بين الرئيس والمرؤوس، ويتبع الطريق الذي اختاره للحكم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبموجب مقتضيات هذا الطريق تؤلف في كشمير الحرة حكومة يكون من شأنها: أن تعمل على توطيد المبادئ الاسلامية وتسهر على أهداف سامية لوحدة العالم الاسلامي احباطا للمؤامرات الأجنبية التي تدبر للقضاء على وحدة الوطن ووحدة الأمة.
ب- وأن تقضي على الانحرافات التي تمارسها ادارة كشمير الحرة من الرشوة والمحسوبية وما الى ذلك، وتجعلها مثالا يحتذى في المعاملات والسلوك.
ج- وأن تتبع ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله، وتطبق مبادئ الاسلام وأوامره ونواهيه وتستأصل شأفة الظلم والاستغلال والانحراف الخلقي بجميع أنواعه وأشكاله، وتبني المجتمع من جديد على القيم الاسلامية والمثل العليا.
د- وأن تبذل كل الجهود لقمع العادات غير الاسلامية، وتحرم الخمر والقمار وتجعل تعاطيهما جريمة تستوجب العقاب كما تأمر بذلك الشريعة الاسلامية.
ولولا هذه الصراحة في منشور الرئيس الانتخابي لما كان للرئيس السردار محمد عبدالقيوم خان ولا لحزبه أن يحالفهما الانتصار في معركة الانتخابات، لأن الرئيس لم يكن يتوفر لديه ولا لدى حزبه ما يلزم من الامكانات المادية للحملة الانتخابية إزاء الأموال الطائلة التي صرفها منافسوه في الانتخابات. ويضاف الى هذين الأمرين ما يحوزه الرئيس وحزبه من سجل مشرق للكفاح في سبيل تحرير الوطن، ويرجع تاريخ بداية هذا الكفاح الى ما قبل أربعين سنة. كما أن حزب الرئيس يتمتع بمجموعة طيبة من العاملين المتجردين عن الأطماع المادية المتفانين في سبيل الاسلام.
وأول اجراء قام به الرئيس بعد ان نجح في الرئاسة وتولى أمر كشمير الحرة (وكان ذلك قبل حلول شهر رمضان الماضي بأسبوع) اعلانه لقانون يقضي بوجوب احترام شهر رمضان المبارك على المسلمين وبمعاقبة من ينتهك حرمته سجنا أقصر مدته شهران. إن هذا القانون لم ينل ترحيبا حاراً في كشمير فحسب بل ان الباكستانيين كذلك أبدوا ارتياحهم الكبير لهذا القانون. وثاني اجراء هو قيامه بجعل يوم الجمعة عطلة رسمية بدل يوم الأحد. وبذلك قضى الرئيس على عادة جاء بها الانكليز الى القارة الهندية يوم ان احتلوها وفرضوا عليها سيطرتهم وطبقوا فيها ما أرادوا.. ومن الجدير بالذكر أن باكستان لا تزال تعطل يوم الأحد على رغم نيل استقلالها قبل 24 سنة ماضية.
وفي 12 من شهر إبريل - نيسان - الماضي السنة الجارية أعلنت حكومة كشمير الحرة طائفة من الاصلاحات ذات الأهمية الكبيرة في صدد اقامة نظام الحكم الاسلامي وتحقيق الطراز الاسلامي للحياة العامة منها:
1- يجب على موظف الحكومة أن يحضر الدروس التي تلقى عن أحكام القرآن وتعاليمه ومبادئه ونظمه في كل مكتب من المكاتب الحكومية الساعة الثانية عشرة صيفا والساعة الثانية شتاء، أي خلال الدوام. ولا يثار في تلك الدروس أي أمر من الأوامر الخلافية بل تتركز الدروس على الأمور المتفق عليها والمسلم بها لدى الجميع. وتحقيقا لهذا الغرض شكلت لجنة برئاسة الحاج محمد يعقوب الهاشمي تضم ثلاثة من العلماء.
ب- فرض على موظفي الحكومة من الدرجات العليا ألا يلبسوا إلا الزي القومي المتكون من الطاقية السوداء المشهورة (بطاقية جناح) والسروال الأبيض والسترة السوداء والحذاء الأسود. واستثني من هذا القانون - مؤقتاً - رجال البوليس والقضاة لاشعار آخر.
ج- اطلعت الجماهير على أنها اذا رأت احداً من موظفي الحكومة يتعاطى الرشوة أو القمار أو الخمر أن تبلغ ذلك كتابيا مساعد الرئيس في شؤون الدولة الشيخ بشارة أحمد.
د- يعلى في كل معهد من المعاهد التعليمية للبنين والبنات عقب الصلاة الهتافات التالية:
- الله أكبر ولله الحمد.
- عاش الاسلام.
- عاشت باكستان.
- عاشت كشمير.
- عاشت حركة تحرير كشمير.
هـ- على موظفي الحكومة أن يؤدوا صلواتهم جماعة في الجوامع، وأن المسؤولين الكبار في الدولة يراقبون شؤون الصلاة في جميع جوامع الدولة، كما لا يسمح لأي مسلم هو في سن البلوغ أن يتجول في الأسواق في مواعيد الصلاة ولا يحضرها.. وتغلق المحلات التجارية يوم الجمعة عند الأذان الأول ويحضر أصحابها صلاة الجمعة, كما تغلق في مواعيد الصلوات الخمس وصلاة الجمعة جميع دور السينما.
إن الرئيس السردار محمد عبدالقيوم خان يستحق على هذه الخطوات الجريئة كل تقدير. واننا متأكدون أن هذه الخطوات ستؤدي الى نتائج بعيدة المدى، كما كان لها الأثر الطيب العميق في قلوب الشعب الكشميري المسلم الذي لا يزال يقوم بتضحيات جسام في رفع شأن الاسلام واعلاء كلمته.
ومن الجدير بالذكر أن السردار محمد عبدالقيوم خان ليس رئيس دولة كشمير الحرة وجامو الحرة فقط، بل لكونه رجلا حركيا ومؤمنا شجاعا ومجاهداً باسلا يتولى رئاسة (منظمة المجاهد) كذلك. وقد انتخب رئيسا لهذه المنظمة في شهر نوفمبر - تشرين الثاني - 1969م في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر الاسلامي لعموم جامو وكشمير. وما أن انتخب المؤتمر السردار محمد عبدالقيوم خان رئيسا وقائداً لمنظمة المجاهد حتى دخلت هذه المنظمة طوراً جديداً من كفاحها التحريري وتشجعت بذلك الجهود الكبيرة التي يبذلها الشعب الكشميري لتحرير الجزء المحتل من كشمير، وارتفعت معنوياته، وتجدد نشاطه، وأعلن الرئيس بعد نجاحه في انتخاب الرئاسة أن حكومته لن تستهدف إلا أمرين:
1- تحرير الجزء المحتل من كشمير.
2- اقامة الدولة الاسلامية في كشمير.
وأعلن أنه سوف يقوم بمهام منظمة المجاهد بجانب قيامه بمسؤليات الرئاسة. وكان لاعلانه أثر حاسم في أوضاع كشمير المحتلة أيضا، إذ قامت جبهة الاستفتاء التي تعتبر الحركة الشعبية الوحيدة في هذا القسم تجدد نشاطها السياسي وتضاعف كفاحها التحريري في داخل نطاق القانون تحت زعامة (أسد كشمير) السيد عبدالله. ولكن السلطات الهندية أخذت تلجأ الى وسائل قذرة لمقاومة هذا الجهاد فجمدت نشاط جبهة الاستفتاء ومنعتها من العمل ونفت السيد عبدالله أسد كشمير والميرزا أفضل بك و ج.م. الشاه وغيرهم من الزعماء الكشميريين من البلاد.
ورغم هذه الاجراءات الغاشمة فإن جبهة الاستفتاء نجحت في فضح موقف الهند أمام العالم.
|