في مثل هذا اليوم من عام 1944، استطاع هيديكي توجو رئيس وزراء اليابان أن ينتزع منصب رئيس أركان الجيش، وهو المنصب الذي يمكنه من التحكم المباشر في الجيش الياباني.
بعد تخرجه من الأكاديمية الإمبراطورية العسكرية وكلية الأركان العسكرية، تم إرسال توجو إلي برلين كملحق عسكري لليابان بعد الحرب العالمية الأولى.
وبسبب ما عرف عنه من الصرامة والنظام، تم تعيينه قائداً لفرقة المشاة الأولى عند عودته إلى اليابان.
وفي عام 1937 تم تعيينه رئيساً لأركان جيش كوانتنج في مانشوريا بالصين.
وعند عودته مرة أخرى إلى بلاده، تولى توجو منصب نائب وزير الحرب، وبسرعة أخذ يتقدم في إخضاع السياسة الخارجية لليابان تحت سيطرة الجيش، حيث دعا إلى توقيع معاهدة ثلاثية مع ألمانيا وإيطاليا تجعل اليابان هي (القوة المحورية).
وفي شهر يوليو من عام 1940، تولى منصب وزير الدفاع ولكن ثمة خلافات نشبت بينه وبين رئيس الوزراء الأمير فوميمارو كونوي الذي كان يحارب من أجل إصلاح حكومته، وخاصة لتجريد سياستها من الصفة العسكرية.
ولكن كونوي تقدم باستقالته بسبب تصاعد التوتر بينه وبين توجو الذي خلفه في منصب رئيس الوزراء.
ولم يبق توجو فقط على منصبه كوزير للجيش ووزير الحرب عندما أصبح رئيس الوزراء، ولكنه أيضا تولى منصبي وزير التجارة والصناعة.
وقد وعد توجو، الذي أصبح ديكتاتوراً حقيقياً فيما بعد، بخلق (نظام جديد في آسيا)، ولأجل هذا الغرض أيد تدمير ميناء بيرل رغم مخاوف العديد من جنرالاته من عاقبة ذلك.
وقد حققت سياسات توجو العدوانية أرباحاً طائلة في البداية، بالإضافة إلى المكاسب الإقليمية في الصين الهندية وجنوب الباسيفيك.
ورغم تزايد سيطرة توجو على بلاده وتوليه منصب رئيس أركان الجيش في 21 فبراير عام 1944، إلا أنه لم يستطع الصمود أمام الولايات المتحدة التي بدأت في ضرب القوات اليابانية في جنوب الباسيفيك.
وعندما سقطت سايبان في يد قوات الجيش والبحرية الأمريكية في 22 يونيو من عام 1945، انهارت حكومة توجو.
وعند استسلام اليابان، حاول توجو الانتحار بإطلاق الرصاص على نفسه من مسدس أمريكي، ولكن طبيب أمريكي استطاع أن ينقذ حياته عن طريق نقل الدم إليه.
وتمت بعد ذلك إدانته بجرائم الحرب من خلال محكمة دولية، وتم شنقه في 22 ديسمبر عام 1948.
|