Saturday 21st February,200411468العددالسبت 1 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إضاءة إضاءة
د. أحمد العيسى*

عفواً أيها المرضى!
النظرة السريعة على الأنماط السلوكية لبعض المرضى تكشف أحياناً عن أشكال شتى من سلوكيات غير سليمة، من قبيل الاعتقاد بأن الطبيب لديه الحل السحري لجميع مشاكله الصحية، أو توقع الحصول على علاج يخلصه تماماً من مرضه، في حين يهوى آخرون (تجربة) أكثر من طبيب لاعتقادهم أن ذلك كفيل بشفائه في اسرع وقت ممكن.
وعملاً بالقول المأثور (رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي) أرجو أن تسمحوا لي خلال السطور التالية بتفنيد بعض تلك التصرفات، ونحن على استعداد لفتح باب الحوار والنقاش حول هذا الموضوع لتحقيق الفائدة المرجوة بإذن الله.
* يعتقد بعض المرضى أن الطبيب يجب أن يعالج كل الأمراض، بينما يتضايق المريض إذا قال له الطبيب لا ادري، ما يضطر بعض الاطباء أن يفتوا بما لا يعلمون!
- اعلم - اخي المريض - أن الطبيب بشر مثلك له طاقة ذهنية محدودة، وكما يقال فإن نصف العلم في قول (لا اعلم)، ومن قالها فقد أفتى. ولهذا فعلى الطبيب ألا يخجل من قول لا أعلم.
- بعض المرضى يتوقع علاجاً بنسبة 100% ولا يريد أن يسمع أي احتمالات حدوث أي مضاعفات للعلاج وهذا يستحيل في علم الطب الحديث.
إن (البنادول) مثلاً وهو من الحبوب المسكنة المعروفة له مضاعفات على الكبد لو استرسل الطبيب في شرحها لما تناولها أي مريض، لكن على الطبيب أن يشرح المضاعفات الشائعة للعلاج وعلى المريض أن يتحمل حدوث تلك المضاعفات.
مثال آخر يتعلق بحبوب منع الحمل: لو حدث أن أصيبت المريضة بجلطة دموية بسبب تلك الحبوب فلا يعد هذا خطأً طبياً، إلا إذا كان اختيار الطبيب للمريضة أو الجرعة خطأً.
فيا معشر المرضى لابد أن تعلموا ان لكل علاج مضاعفات ومن ثم فإن حدوثها لا يدخل ضمن مسئوليات الطبيب.
* بعض المرضى يحب التسوق بين الأطباء، فتجد له ملفاً طبياً في لأكثر من مستشفى، وطبعاً هو لا يعلم أنه قد حرم بذلك مرضى آخرين محتاجين لهذه الملفات أو تسبب في تأخير موعد مريض آخر. بل إن بعضهم يفتخر أنه يمتلك أكثر من ملف في عدة مستشفيات، ونجده خبيراً في أسماء الأطباء ومواقعهم وتجد في حوزته عدة علاجات من مستشفيات مختلفة لا يستخدم منها إلا القليل.
* يظن بعض المرضى أن الطبيب ملك خاص له، ومن ثم فإن من حقه أن يقضي معه وقتاً أطول، لا بل حتى بعد العيادة تجده يسأل عن رقم الجوال ونسي أن الطبيب أب وزوج وله حق الاستمتاع بوقته خارج المستشفى دون منغصات من بعض المرضى والذين غالباً ما يطالبون بتقديم أو تأخير موعد وكأن الطبيب موظف استقبال!
وقبل الختام أرجو أن تسمحوا لي ببعض التوضيحات الأخرى:
- يتطلب العلاج الوقت اللازم لكي يتحقق النتيجة المنتظرة منه، ومن ثم فلا يجب على المريض الإلحاح في معرفة النتيجة.
- إذا كان من حق المريض أن يستفهم من الطبيب عن كيفية تناوله للعلاج، فعليه مقابل ذلك التقيد بالتعليمات التي يسديها له الطبيب والاستمرار في تناول الدواء طيلة الفترة التي اشار بها الطبيب المعالج، بعدها فقط على المريض إذا لم تتحسن حالته، مراجعة الطبيب ذاته الذي وصف له الدواء.
لست بحاجة إلى التأكيد على أن سرد بعض عيوب المرضى لا يعني الانتقاص من حقهم ولكن صدقوني لو سردت محاسن المرضى لطال المقام.


من ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه

(*)استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved