* تقرير: سامي اليوسف*
لطالما أشدنا بمستويات ونجاحات الحكم الدولي علي المطلق الى حد وضعه بالحكم السعودي الاول خاصة بعد نجاحه في ادارة ديربي العاصمة بين الهلال والنصر في الدورين الاول والثاني واخراجه للمباراتين باقل الاخطاء التحكيمية.
*****
ولأننا في (الجزيرة) ننشد التطوير والاصلاح معا لحال التحكيم السعودي من خلال النقد البناء والطرح الواقعي دون تزييف او محاباة فإنه لزاماً علينا ان نقول (للمحسن أحسنت.. وللمسيء أساءت) دونما مجاملة.
الحكم أيا كانت درجته مهمته في ادارة المباراة الوصول الى هدفين لا ثالث لهما، الاول تطبيق مواد قانون اللعبة، والثاني الحفاظ على سلامة اللاعبين.. وهذان الهدفان من صميم العملية التحكيمية ويسيران وفق خطين متوازيين لابد من المحافظة عليهما والسعي الدؤوب لبلوغهما دونما تغليب هدف على الآخر.
وفي مبارات النصر والاتفاق في استاد الامير فيصل بن فهد بالرياض التي انتهت بفوز مستحق وجدير للثاني على الاول بهدفين نظيفين وقع الحكم الدولي علي المطلق في جملة من الاخطاء الجسيمة التي تتعلق بمسألة تطبيق مواد القانون والمحافظة على سلامة اللاعبين.. وهما الهدفان الاساسيان اللذان اشرت لهما آنفا وينشدهما اي حكم لنقول انه ادار مباراة ناجحة تحكيميا.
فلقد تساهل المطلق على غير عادة منه مع المخاشنات التي حدثت على مدار الشوطين، تساهلا واضحا للعيان وتعرضت سلامة غير لاعب للخطر غير مرة.. حتى ان نائب رئيس لجنة الحكام عبدالله الناصر الحكم الدولي السابق ادان المطلق في تساهله المكشوف للجميع عبر برنامج (صافرة).
وكان من الاولى للحكم المطلق الذي لم يكن في يوم سعده.. ان يطرد مدافع النصر محسن الحارثي (مرتين) في المباراة.. الاولى عند دخوله العنيف من الخلف مع المهاجم الاتفاقي يسري الباشا وقطعه لهجمة اتفاقية ناجحة معا، ومع ذلك اكتفى الحكم بانذاره فقط (!!).. والثانية عندما (دعس) الحارثي (هداه الله) على عضلة الفخذ الخلفية للاعب الاتفاقي محمد السهلي داخل منطقة الجزاء النصراوية ومع ذلك لم يحرك الحكم المطلق ازاء هذا الخطأ الشنيع ساكنا رغم قربه ووضوح زاوية الرؤية لديه تماما.
وبخلاف طرد الحارثي.. فان اللاعب العراقي نشأت اكرم كان يستحق الطرد ايضا عندما ضرب بركبته اثناء قفزه على اللاعب الاتفاقي ظهر اللاعب في مخالفة صريحة للعب العنيف التي كانت قد تؤدي الى اصابة خطيرة للاعب الاتفاقي في منطقة الظهر الحساسة ومع ذلك اكتفى المطلق بالانذار فقط..!. وكي نكون حيادين ومنصفين فإن اللاعب الاتفاقي سعد العبود هو الآخر يستحق الطرد في الشوط الثاني عندما تحصل على الكرة من امام نشأت أكرم ودخل بعنف واضح بقدمه اليسرى في بطن اللاعب النصراوي وهذه مخالفة صريحة وارتكاب للعب العنيف ومع هذا لم يشهر المطلق البطاقة الحمراء.
اما بالنسبة لحالة الشد المتبادل بين المدافع الاتفاقي سواريز والمهاجم النصراوي فان الخطأ يتحمله مناصفة المطلق ومساعده الثاني الذي كان الواجب عليه تنبيه الحكم لهذه المخالفة حال وقوعها للوهلة الاولى من المدافع الاتفاقي قبل ان يدخل اللاعبان منطقة الجزاء، وذلك لقرب الحالة من المساعد ووضوح الرؤية تماما لديه.. كي لايقع حرج على الحكم خاصة وان ال(فيفا) يطالب على الدوام بضرورة مشاركة الحكم المساعد لحكم الساحة في اتخاذ القرار بعد ان تبدل مسمى رجل الخطوط الى الحكم المساعد.
الحارثي والفنية
**عودا على بدء.. فإننا سبق ان اشرنا مرارا وتكرارا لمتسوى ودرجة المخالفات الصريحة المتعلق في مسألة اللعب العنيف الذي يرتكبه في مباريات النصر المدافع المخضرم محسن الحارثي والتي بلغت الذروة في (دعسه) بحذاء القدم على اللاعب الاتفاقي.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تمادى الحارثي في اخطائه؟، الاجابة سهلة جدا.. لانه لم يجد من يردعه من الحكام بالطرد او العقوبة الصارمة لمخاشناته المتكررة التي وصلت الى ارتكاب خطأ شنيع يتنافى مع انسانية وكرامة اللاعب الخصم.. فماذا يفسر مسؤولو النصر هذه الحركة او الفعلة الشنيعة من كابتن فريقهم ولاعبهم الاكبر خبرة وسناً وهم الذين طالبوا بإيقاف الجمعان لارتكابه فعلا مماثلا ضد صالح الدواود في مباراة المربع الذهبي لأحد المواسم ووصفوا فعلته بانها لا انسانية وتتعارض وكرامة اللاعب..؟!.
بماذا سيدافعون او يقولون الآن.. فالتاريخ اعاد نفسه مع لاعبهم المفضل الذي طالما دافعوا ونافحوا عنه لاظهاره بصفة الاعب الوديع والمظلوم..!!.
هنا.. حري بنا ان نطالب لجنة الانضباط في اتحاد الكرة ومعها اللجنة الفنية بالتدخل الحازم ازاء تصرف الحارثي خاصة وان هذه الفعلة فاتت على الحكم الدولي المطلق ومساعده الاول.. ووضحت لنا عبر التلفاز وبرنامج (صافرة) فالعقوبة لابد من اقرارها منعاً لمثل هذه الاخطاء الشنيعة.. في الوقت الذي نطالب فيه الحارثي وامثاله من اللاعبين ان يعوا القيمة الحقيقية للروح الرياضية والمنافسة التي ننشدها ويحث عليها ال(فيفا) ويلزمنا بها اولاً واخيراً ديننا الحنيف بضرورة احترام انسانية الخصوم وعدم امتهان كراماتهم.. ويجب على مسؤولي الاندية والفرق الرياضية ان لايدافعوا عن مثل هذه التصرفات الخاطئة شكلاً ومضموناً خصوصاً عندما تبدر من لاعبين يفترض فيهم ان يكونوا (القدوة) لزملائهم، فالمدارة على الخطيئة كالوقوع فيها..!.
مذيع ناضج
**(ربَّ ضارة نافعة) ذلكم العنوان الانسب لحالة برنامج (صافرة) مع مذيعه الجديد والمتألق سليمان الهويمل.. فبعد رحيل زميله الذي اعتاد تقديم البرنامج توقع البعض ان لا يصيب بديله الهويمل درجة النجاح.. لكن المفاجأة كانت سعيدة للمتابعين الحريصين على تألق (الثالثة) فقد اعاد (صافرة) تقديم المذيع الهادئ والحاذق سليمان الهويمل بقالب جديد وحضور لافت تميز بالمحاورة الذكية والراقية غير المبتذلة او المشبعة بعبارات خارجة عن الذوق واحترام المتلقي، لم يدافع عن الحكام ولم يميل كل الميل مع المنتقدين.. بل جاء مطبقا لمقولة (خير الامور الوسط) رغم هدوئه او بروده حيناً، فإن ذلك لم يؤثر على تلقائيته اللماحة ومداخلاته الفاهمة بإطار الروح الرياضية والشفافية المطلوبة.
|