Saturday 21st February,200411468العددالسبت 1 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

متى يكون هناك جهة معينة تتولى نقل المعلمات متى يكون هناك جهة معينة تتولى نقل المعلمات

رغم أنه كان مجرد رسم كاريكاتيري من إبداعات الأخ الماضي والذي نشر له في العدد رقم 11463 إلا إنه كان في نظري ونظر من يتحمل هذه المعاناة من معاشر المعلمات واؤلياء أمورهن معبراً جداً حيث تتحول مواسم الدراسة في كل عام إلى مسرح مفتوح لوقوع العديد من الحوادث التي تذهب ضحيتها العديد من المعلمات اللاتي يسافرن المسافات الطويلة كل يوم لإكمال رسالتهن في تدريس طالبات الوطن معرضات في سبيل ذلك أرواحهن وأرواح سائقيهن سواء من الأزواج أو الأشقاء والآباء لحوادث الطرق الشنيعة وذلك من أجل الوصول لمبتغاهن في الهجر والقرى النائية التي تبعد كثيراً عن مقار سكنهن حيث يقطعن في كل يوم مئات الكيلو مترات المقرونة بالمشقة والجهد والمعاناة، وقد لا تمر فترة إلا وتقفز إلى مسامعنا خبر وقوع حادث لمعلمات على إحدى طرقنا السريعة، والنتيجة إما وفيات وخسائر بشريه أو عاهات مستديمة ترافقها طيلة حياتها وتبقى من خلالها عالة على أسرتها. ولعل من الأسباب التي كادت تكون واضحة للجميع وتكون طرفاً مباشراً في وقوع هذه الحوادث أن نقل المعلمات يتم في الصباح الباكر وقبل طلوع الشمس من أجل إيصالهن بأسرع وقت قبل بدء اليوم الدراسي، وعندها يكون السائق قد أرهق تماماً من طول المسافة ومن كثرة المرور على منازل المعلمات مما يصيبه بالإرهاق الذهني والجسدي نتيجة السهر المتواصل خلف مقود القيادة ومن ثم يلزمه العودة بهن إلى مقار سكنهن مرة أخرى في رحلة برية متواصلة.
كما لا ننسى طبيعة المجتمع الذي نعيشه فبالتأكيد لا أحد يرضى بأن يرسل زوجته أو شقيقته إلى عمل يبعد عن منزلها مئات الكيلومترات مع سائق شاب حتى ولو كان معه محرم، ولذا فإن غالبية متعهدي نقل المعلمات يكونون من كبار السن الذين يمارسون هذه الأعمال بعد إحالتهم للتقاعد أو لزيادة دخلهم، وهؤلاء قد تكون بهم علل صحية، أو ضعف في النظر والتركيز الذهني بسبب الشيخوخة. ولذا قد لا تساعدهم صحتهم على السفر المتواصل اليومي ولكنهم يكابرون على ذلك بسبب ظروفهم المادية. وهذه الأعراض قد تفاجئهم على الطريق معرضاً حياة غيرهم للخطر، كما أن البعض من كبار السن لا يعون جيداً معنى الإشارات المنتشرة على الطرق السريعة كالتي تمنع التجاوز في بعض الأماكن أو التي تحذر من المنعطفات والارتفاعات الخطرة وبالتالي تجده يغامر بالقيادة بعيداً عن الالتزام بالنظام.
ولنوع وسيلة النقل أيضاً دور كبير في وقوع بعض الحوادث، فقد تكون بعضها من النوع القديم المتهالك الذي لا يتحمل مشاق السفر والترحال، مما يعرضها لانفجار إطار أو التماس كهربائي، وقد تفتقد إلى الصيانة اللازمة وخاصة أنها تقطع كل يوم مئات الكيلومترات مما يحتم على سائقها ضرورة إخضاعها للفحص الدوري الشامل باستمرار. ولا ننسى أخيراً أن الوقت الذي تخرج فيه سيارات نقل المعلمات هو وقت الذروة للمسافرين براً مما يزحم الطرق السريعة بالسيارات والحافلات الكبيرة وسيارات النقل العام والأجرة مما قد يتسبب في ازدحام يربك حركة السير ويؤدي إلى وقوع الحوادث الشنيعة.
هذه بعض الأسباب التي استطعت جمعها، ويبقى القضاء والقدر بيد الله عز وجل ولكل نفس أجل، ولكنني أرى أن أبسط حل لتخفيف هذه الحوادث الشنيعة هو التعاقد مع جهة معينة لتولي النقل العام للمعلمات.

محمد بن راكد العنزي
محرر بجريدة الجزيرة بطريف


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved