Saturday 21st February,200411468العددالسبت 1 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تعقيباً على مقالة رئيس التحرير: تعقيباً على مقالة رئيس التحرير:
طَرَحْتَ موضوعاً يستحق المراجعة والتأمل

كتب الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة مقالاً بعنوان (نقطة نظام) في عدد جريدة الجزيرة رقم (11448) بتاريخ 10-12- 1424هـ الموافق 1-2-2004م. والموضوع كما يتضح من خلال سطوره يدور حول الحوار الإصلاحي ورغبة الأستاذ خالد المالك في نقطة نظام لهذا الحوار أو تلك المناقشات، مبرراًَ ذلك -وهو محق في هذا التبرير- بأن الفوضى في المناقشات وعدم الانضباط في الطرح والرؤى لا تقودنا إلى الخير الذي نريده.
والحقيقة أن الأستاذ خالد طرح موضوعاً مهماً يستحق المراجعة والتأمل، ولا سيما في ظل ما يُسمَّى بالحوار الإصلاحي الأمثل. ولأهمية المقال المنشور؛ فإنني أنقل نقلاً حرفياً المقطع التالي للإشارة إلى أهمية هذا المقال، وهذا هو المقطع المنقول نصاً: (إن مثل هذه الفوضى في المناقشات، وعدم الانضباط في طرح الرؤى، لا تقودنا إلى الخير.. وتكون أولاً وأخيراً في غير صالحنا ووبالاً علينا.. وتصب بداية ونهاية في حقل مليء بالألغام يساهم في قوة العدو ليس إلاَّ..). ومع هذا المقال المهم، فإن لي وجهة نظر في موضوع الحوار أرجو من جريدة الجزيرة أن تعطيني فرصة التعبير عن رأيي في هذا الشأن، فأقول: إن الذي يقرأ تاريخ المملكة العربية السعودية يتأكد له سيرها على مبدأ الإصلاح في شؤون المواطنين، وسيرها مع التطور الحضاري في مختلف أوجه الحياة.
وقد كان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- من أوائل مَن يأخذ بأسباب التطور مع التمسك بالدين والآداب الإسلامية والفضائل، ويذكر الحسن الثاني ملك المغرب -رحمه الله- حادثة تدل على بُعْد نظر الملك عبدالعزيز وبراعته في الإقناع؛ حيث وردت هذه الحادثة التي ذكرها الحسن في كتاب الشرق الأوسط المُسمَّى (ذاكرة ملك) الفصل السادس عشر بعنوان: الإسلام والمسيحية والبابا، صفحة 148 الطبعة الثانية لعام 1993م ما يلي نصه: (جواب، تعلمون أن التكنولوجيا والعالم المعاصر ليسا على الإطلاق عنصري تخريب؛ فالسعوديون ليسوا متطرفين، ولكنهم إصلاحيون، لقد كان الهاتف ممنوعاً في بلدهم؛ لأنه كان يعتبر جهازاً شيطانياً. وفي النهاية حسم الأمر الملك عبدالعزيز آل سعود فأعطى التوجيه التالي إلى أحد مساعديه (ستتصل بي بالهاتف وأنت ترتل القرآن). وأطاع المساعد الأمر، وقال عبدالعزيز لحاشيته: (هل الشيطان الذي طرده الله من الجنة؛ لأنه عصى أوامره، كان يقرأ القرآن؟) فأجابوه: (كلا)، فردَّ عليهم ابن سعود قائلاً: (إذن عليكم أن تقبلوا هذا الاختراع) انتهى النص المنقول.
ولا شك أن المملكة العربية السعودية منذ نشأتها تسير مع التطور الحضاري في مختلف أوجه الحياة، مع التمسك بالدين الإسلامي والآداب العامة وفضائل الأخلاق، ولا تزال متمسكة بثوابتها الإسلامية حتى اليوم، وستظل على النهج الإسلامي حتى يرث الله الأرض ومَن عليها. ومن أجل الوطن الغالي أقول ما أرجوه صواباً: فإنني لا أرى مبرراً لما يُسمَّى بالحوار الإصلاحي؛ لأن هذا الحوار أصلاً هو تحصيل شيء حاصل مع ولاة أمرنا منذ نشأة المملكة العربية السعودية حتى اليوم. ويشهد على صحة كلامي حوارات ولاة أمرنا مع مختلف طبقات الشعب وأبوابهم مفتوحة في جميع الأوقات لأصحاب القضايا والحاجات، ومجلس ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يشهد على ما أقوله، وبالوقت نفسه يكفي دليلاً قاطعاً على الحوار الوطني بين القائد ومختلف طبقات الشعب. وهذه ميزة أظنها مفقودة عند غيرنا إلاَّ مَن رحم الله. وفق الله ولاة أمرنا لما فيه الخير لصالح الوطن والمواطن في هذه المملكة العربية السعودية الغالية.
خلاصة القول: إن ما يهم الكثير من المواطنين هو توفير العمل للشباب السعودي، والقضاء على البطالة، وتحسين مستوى المعيشة في هذا الوطن الحبيب، وإعادة النظر في معاشات المتقاعدين التي لا تزيد معاشاتهم على (1500) ريال في الشهر، بالإضافة إلى الاهتمام بقبول الطلاب في الجامعات السعودية، ورفع أعداد المقبولين في كليات الطب. هذا هو أهم ما يشغل بال المواطن السعودي في هذه المملكة العربية السعودية، ونحمد الله على نعمة الأمن والأمان. وفق الله ولاة أمرنا لما فيه الخير، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سالم بن عبدالله الخمعلي
المدينة المنورة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved