Saturday 21st February,200411468العددالسبت 1 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دور الجامعات من خلال العمادات دور الجامعات من خلال العمادات
محمد بن سعود الزويد / الرياض

تمثل العمادات الرئيسة والمساندة في الجامعات السعودية نقطة التحول الأكاديمي في حياة الطلاب الجامعيين في بداية دراستهم الجامعية حيث تعمل مع الطالب من بداية قبوله وأثناء الدراسة بما في ذلك مراقبة السجل الأكاديمي والمكافآت والأنشطة غير المنهجية والتسكين والإعاشة عطفاً على تهيئة الجو الدراسي المناسب الذي يساعد الطالب على قبول فكرة التحول في طريقة التعامل مع الحرية المتاحة في الحرم الجامعي ورفع درجة الالتزام والانضباط بالمواعيد والتحصيل العلمي وفتح الآفاق الجديدة أمام فكرة تجاوز المنهج المقرر إلى الاستزادة من المكتبات الضخمة والمراجع العلمية حتى يتولد لدى الطالب الجامعي حب القراءة والاستزادة منها لأن ذلك هو الطريق الأفضل والأكثر ضماناً لتدعيم المراحل العمرية السابقة للطلاب وتقويتها في خضم تداعيات الخلل في الموازنة الفكرية في العالم وتعدد الأقطاب الجاذبة إلى نقاطها المحورية بطرق وأساليب مختلفة. كما تعد هذه العمادات المسجل الأكاديمي الأول لمراحل دراسة الطالب في الجامعة وعلى أي التخصصات كانت نظرية أو تطبيقية. ولما كانت أسراب الطلاب المقبولين متتابعة وتتوالى فصلياً فإن مساحة الخدمة المقدمة للطلاب تتطلب المتابعة لكل جديد على مستوى جودة الخدمات المقدمة للطلاب وطريقة تقديمها وقبل ذلك إعداد الطاقم القائم بالعمل ورفع مستوى المهارات المطلوبة للعمل مع الطلاب. وتستمر عملية مراعاة شؤون الطلاب وأمورهم الدراسية حتى تصل إلى الحد الذي تعدهم فيه لمواجهة كل الاحتمالات الفكرية ذات التطلع التخريبي والهدم الفتاك لمعاني البنية الإسلامية الصحيحة والتي شيدت هذه الجامعات والمؤسسات العلمية والتعليمية من أجلها ومن أجل الحفاظ عليها. ولما كان الدور الذي تضطلع به الجامعات من خلال هذه العمادات غاية في الأهمية كان من اللازم العمل مجدداً وفي ظل الظروف الراهنة وتحت أزيز الهجمة الشرسة من الأعداء والحاقدين أن تزيد من درجة التأهب للحماية والوقاية من كل ما يشكل منفذاً لخطر انحرافي على أذهان وعقول الطلاب وأفكارهم. فليس في تعليم وتسكين وإعاشة الطلاب من مرجى وفائدة ما لم يكونوا محصنين من العبث الفكري والتضليل الانحرافي الذي يستهدف في المقام الأول العقيدة والأخلاق. وهما أبرز ما يعنى به الإنسان من خلال حرمة وأهمية الضرورات الخمس الدين والعرض والنفس والمال والعقل. إن الجامعات السعودية قادرة بالقليل من الوقت والجهد متى ما توفر التنظيم والتشريع الإداري الناجح الذي يستلهم جانب الضعف في مهدها لدى الطلبة الجامعيين بعين تربوية تعليمية فاحصة ثم يعمل على تقويتها ومدها بجسور موصلة إلى الساحة الآمنة. وهنا لابد من مراعاة جانبين هامين وأخذهما بعين الاعتبار وهما تسخير الثورة المعلوماتية من جهة ومراعاة انعكاس التطورات الدولية والعالمية بتقاطعاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على تفكير وتطلعات الطلبة الجامعيين الدارسين وحتى من هم في صفوف حديثي التخرج. وذلك لأن الشاب بعد التخرج وأثناء الدراسة سوف يعطي التبدلات الحاصلة في العالم من حوله اهتماماً كبيراً مما يعني وقوعه تحت تأثير ليس له دراية كافية به وبكيفية التعامل معه. إن النقلة المرجوة من الجامعات سنوياً تتمثل في تلثيها في توفير الخدمات الطلابية ومقاعد للطلاب في الجامعات ولكن آن الأوان إلى أن تتجاوز العمادات الطلابية في الجامعات حدوداً أكبر لتحتوي جوانب التطور السريع عالمياً والتسارع في تراكب بيانات النسمة السكانية وتزايد البون بين المجتمعات القيمية من جهة والمدنية والتحضر من جهة أخرى فضلا عن سرعة وصول الإحداثيات العالمية من كل الأنحاء إلى فكر أي فرد من منظومة هذا العالم الكبير وذلك من خلال الإحداثيات العالمية من كل الأنحاء إلى فكر أي فرد من منظومة هذا العالم الكبير وذلك من خلال التنظيم والدراسة الجادة في كيفية إدراك التوجيه السليم وخلق البديل والعمل على تكريس الانضباط والالتزام للمقررات التي تستوفي شرطها في توفير المطلوب من هذا العمل المتكامل بكافة جوانبه فلا يكفي توزيع المذكرات وكتيبات الإرشادات على الطلاب كجانب توعوي سليم يراد منه التثقيف والتعليم. بل هناك التحصين بالتلقين المعرفي الذي يراعي الدفع إلى الأفضل وتوفير المعلومة البيانية عالية القيمة والتعبئة بالتهذيب البدني الذي يرقى بعقل الشاب الجامعي ويعزز من قدرته على الاستيعاب النوعي لما حوله ويحصن فكره من سهولة وصول المفردات الضارة إلى ذهنه الأمر الذي قد يدخله في دوامة الفصل بين ما هو كائن وحاصل وبين تطلعاته التي قد تسبق الزمن والمكان لحصولها وتحقيقها. ولأن الشاب أو الطالب الجامعي الأكثر اطلاعاً وقدرة على التفهم المبدئي للأشياء من حوله هو من قد يستهدف. فإن تركيز الجهود التنظيمية المتطورة في العمادات التي لها علاقة مباشرة بالطالب هي الرؤية المنشودة من الأعمال الأكاديمية المستقبلية متى ما توفر الحس العالي بأهمية الإعداد ثم الإعداد وأهمية المداومة عليه. إن الجامعات السعودية مطالبة بتدارس صياغة تربوية تعليمية جديدة تقرر من قبل الأكاديميين والتربويين لتكون المهد للتنظيم والتحديث الإداري الذي سوف يوفر ما يحتاجه الشاب الجامعي في دراسته وبعدها وما يحتاجه مجتمعه منه حتى يسير بتوافق مع متطلبات حياته العملية والعلمية ومع متطلبات مجتمعه على كافة الأصعدة وفي مختلف الاتجاهات.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved