Saturday 21st February,200411468العددالسبت 1 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مناهجنا جيدة.. ولكن مناهجنا جيدة.. ولكن
سارة العبدالله

فرح الكثير منا بقرار تطوير المناهج لما في هذه الخطوة من فائدة ترتقي بالتعليم بحيث نصبح في مصاف الأمم المتطورة، وأكثرما يحتاج للتطوير هو المناهج العلمية، لأن الأمم الأخرى تطورت بفعل اهتمامها بالإبداع العلمي، ونحن نعاني من قصور في هذا الجانب فالحركة العلمية لدينا متدنية. المناهج العلمية تحتاج إلى إعادة صياغة وتطوير شامل، فلم يتخرج على أيدي هذه المناهج مخترعون وعلماء طب وكيمياء وفيزياء إلا القليل النادر، في حين أن المناهج الدينية تفوقت تفوقا كبيرا بحيث خرج مشايخ ومصلحون ودعاة ومفكرون فأصبح لنا ثقلنا الديني في العالم الإسلامي، فالمسلمون من أقطاربعيدة يستفتون مشايخنا الأفاضل لما عرف عنهم من ورع وعلم.
حققنا إذن المجد في العلوم الدينية بحيث يفد الطلاب من شتى البلاد للدراسة على أيدي مشايخنا، أما الحركة الإرهابية فهي نتاج فكر ضال من الخارج، خرجت نتيجة عدم استفادتهم من هذه الحركة الدينية الواعية وليس العكس، مثلها مثل الإدمان والجرائم، فئات شاذة خرجت في مجتمعات كثيرة غير مجتمعنا، ولم يقل أحد أن سبب المشكلة المناهج، بل حل المشكلة يكون بالدين نفسه بالتوعية الدينية. مناهجنا الدينية قوية بحيث أصبح لنا مركزنا الإسلامي الذي نفتخر به. ينقصها ماذا؟ الحديث عن التيارات المنحرفة المعاصرة، بحيث لا يغرر بهم أحد، مثلا نضيف بابا للتعامل مع أهل الأديان الأخرى في كتاب التوحيد، وفي التربية الوطنية نوضح كيف يتعايش المواطن مع الأجنبي وكيف يتعامل مع أي فكر خارجي، وكيف يتصل بالشعوب الأخرى، وكيف يتعامل مع الناس باللين والتسامح بحيث يصبح مواطنا صالحا فهذه من أهم صفات الوطنية. لاحظت مثلا أن بعض الطلاب يغلب عليهم العنف حتى مع بعضهم، لعب عنيف وقاس، يجب أن نقر إذن مبدأ اللين والتسامح حتى مع بعضهم، أما المناهج العلمية فتحتاج إلى إعادة صياغة كاملة وليس مجرد إضافة، فالرسوب فيها كثير والعزوف عن التخصصات العلمية كثير، والنشاط العلمي متدن وحاجتنا إليه في المدارس لا يعني إضعاف النشاط الديني بل يجب أن يسيرا جنبا إلى جنب، فنحن نحتاج النشاط الديني على الدوام لما فيه من زيادة الوعي الديني وفي ذلك حماية لأبنائنا ضد التدخين والإدمان والمعاكسات والتفحيط وغيرها كثير، أما النشاط العلمي فنحتاجه أيضا ونستغرب من ضعفه ولا ألوم مدرسي المناهج العلمية على ذلك فالوزارة لم تدربهم على ذلك، فالنشاط العلمي صعب يختلف عن غيره ويحتاج إلى إعداد وتدريب المعلم عليه، فكيف يرعى مواهب الطلاب العلمية وليست لديه خطة يسير عليها؟ من أين له بالأفكار؟ ماذا يقدم لهم بالتحديد؟ هو لم يتلق ذلك أثناء دراسته، فلابد من برامج علمية مدروسة يتدرب عليها المعلم من خلال دورات خاصة في الوزارة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved