Saturday 21st February,200411468العددالسبت 1 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هيئة الصحفيين بين التأجيل وثقافة الانتخاب !! هيئة الصحفيين بين التأجيل وثقافة الانتخاب !!
إبراهيم الدهيش /كاتب ومحرر صحفي- مرات

الكل فرح واستبشر بقيام أول هيئة صحفية للصحفيين السعوديين.
وفي اعتقادي - أو هكذا يفترض - أن الغالبية سرتهم تلك الخطوات التأسيسية التي تبناها رؤساء التحرير لصناعة هيئة تعنى برجال الثقافة والإعلام السعودي فكرياً وفنياً وإدارياً.
والكل أمسى منتظراً. وقبل ان يجف (حبر) الإعلان التذكيري بموعد عقد أول اجتماع للهيئة وبالتالي فتح باب انتخاب مجلس الإدارة جاء الانسحاب المؤثر لعدد من الرموز القيادية للإعلام السعودي المعاصر من رؤساء تحرير الصحف والمجلات !
ولم يكن هناك من خيار أمام هذا الانسحاب المدوي لهؤلاء المؤسسين المخلصين سوى التأجيل الذي حدد بيوم السادس من مطلع الشهر الهجري القادم (المحرم).
ولا أخفيكم أنني ممن تمنوا على المؤسسين ألا يستجيبوا لتلك الأصوات والأطروحات والتعليمات المعارضة على اعتبار ان الهيئة وليدة جديدة تعايش مرحلة التأسيس ولذا فهي أحوج ما تكون لتوليفة إدارية تجمع ما بين الجاه والخبرة المهنية بما يضمن تجنبها لا سمح الله الولادة الميتة أو المتعسرة ويقيها شر الإعاقة المبكرة وما دام الأمر كذلك فالأولى قيامها - الهيئة - تحت مظلة هذه الرموز الإعلامية وبتلك الأسماء اللامعة والخبيرة في سماء إعلامنا السعودي!!
وإذا ما تجاوزنا ما حصل نستطيع ان نقول ان التأجيل الذي جاء استجابة لعدد من الرؤى والآراء يظل بحد ذاته نموذجاً حياً وبادرة إيجابية كونه أعطى صورة لديمقراطية حرية التعبير والاختيار من خلال طرح كل التصورات ونشر كل القناعات وبالتالي احترام الرأي والرأي الآخر كما انه لفتة واعية راقية للاستفادة من الأخطاء وتصحيحها قبل استفحالها وتطورها قبل الدخول في معترك تجربة الانتخاب كثقافة جديدة يتبناها الوسط الإعلامي والصحفي كوسيلة حضارية راقية في طريق بناء ديمقراطية الحوار والانتقاء بشكل علمي عملي جاد.
وعلى أية حال فكل الشكر لأولئك الرجال من رؤساء التحرير الذين عملوا ويعملون بكل إخلاص لوضع لبنات التأسيس الأولى وكتابة الأحرف الأولى لسيناريو هذا العمل الإعلامي الوطني الموجه لكل الصحفيين السعوديين ومن أجلهم.
وأخيراً، ومهما يكن فكل ما نتمناه حقيقة ان تكون ولادة هذه الهيئة الفتية قوية صلبة العود فاعلة مفعلة وسط أجواء صحية نقية بما يضمن لها استمرارية الحضور والنفوذ وبالتالي استدامة العطاء كمؤسسة للعمل الوطني المدني وفق ما يطمح له إعلامنا السعودي برجالاته ومؤسساته.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved