اليك يا والدي.. الى مَنْ زرع الوفاء في كل مكان، ونثر عبير الحب في كل الاركان، الى مَنْ كان ولا زال هو قدوتنا وسيدنا ووشاحنا ووسامنا الى معلمي الكبير، والدي محمود محمد الحلبي رئيس تفتيش امن الدولة السورية سابقاً - رحمه الله - هذه المشاعر المملوءة بالألم والحزن والدموع والوفاء.
أبي....
غبت عن اهلي ومازلت قريباً
ليس من هاجر بالجسم بات غريباً
أنت في القلب.. في الروح..
بل للنفس تأتي طبيبها..
لم تغبْ يا أبي..
فذكريات البيت مدّتْ بيننا
الف جسرٍ وبنتْ كوناً عجيباً
كم تزاحمنا عليها زُمراً
وتلاقينا حبيباً وحبيبةً
ابي كم زرعت الحب فينا وأمّي
كم بذرتَ الكرم والرأي المصيبا
تستجيبان اذا ما استنجد أحدٌ
تكرهُ النَّخوةُ فيكما ألاّ تستجيبا
كنتما الجمع للاحباب دوماً
كنتما الدواء.. والبلسم الشافي الرطيبا
كنتما القدوة الحسنة فخراً
وعزاً لنا دوماً وطيبا
نرفع رؤوسنا بكما افتخارا
ونجرُّ الذيل مزهواً مهيباً
إنْ زكا روضنا فأنتم زهرهُ
كيف لا يعبقُ كافوراً وطيبا
حكم الدهر علينا بالنوى
فرضخنا لأمر ربنا المكتوبا
اين كوخٌ في دياري ضاحكٌ
كان للشمس مطلاً ومعينا
يبسط السعد عليه ظلَّه
ويقول الرغدُ عنه لن اغيبا
ويْح قلبي عصف الهمُّ به
واستحال البردُ في صدري لهيبا
موتُكم ابواي الهبَ حِسِّي
فتت كياني، خر عزيمتي
صيّرني أهذي منطويا نحيبا
موتكم ابواي..
كيف لا يزرع في رأسي المشيبا
انتما.. كنتما.. لا.. بل
لازلتما.. رغم فقدكما
زهرُ حياتي ونورها
وشدوها والطيبا
ربَّاه تلك حكمتك التي
تتركُ في قلوبنا حزناً كبيراً
ربَّاه ألهِمْنا الصبر فإنه
مفتاحُ جنتِك المطلوبا
وفي جنة الخلد يا أبواي
وجميعنا لله نُنيبا
وبعد:
قال تعالى: (وبالوالدين إحساناً)
قال صلى الله عليه وسلم :(اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. ولد صالح يدعو له او علم ينتفع به او صدقة جارية)
للتواصل تليفاكس 2317743 | 
