من أهداف العملية التعليمية الرقي بمستوى الطالب الثقافي والديني والاقتصادي؛ لذا لا بد أن يكون لدينا تطلعات قوية لتحقيق هذه الأهداف من خلال الارتقاء بآفاقنا لتخترق رمز الجهل بمؤشراته الخطيرة على الأفراد والمجتمعات إلى أفق الفكر والبحث والتجديد، بمعية الصحة النفسية السليمة؛ لذا لا بد من ردم بعض المواقف السلبية التي يتبعها بعض المعلمين ورواد النشاط التي تعيق تفعيل العملية التعليمية، وتمنع تحقيق أهدافها المنشودة.
على سبيل المثال النشاط اللامنهجي، ولا يخفى على مسؤولي التربية والتعليم سواء في المكاتب الاشرافية أو على الجبهة الميدانية ما للنشاط من بعد ايجابي تربوي واجتماعي في تحقيق التوازن النفسي والعلمي والسلوكي لشخصية الطالب..
والنشاط اللامنهجي في المدارس يأخذ اتجاهين في ممارسته:
اتجاه تقليدي كما هو مألوف من ممارسته الهوايات بأسلوب نظري ضمن أسوار الفصل وباجتهادات ذاتية من بعض المتحمسين من المعلمين والطلبة.. واتجاه آخر تم تفعيل النشاط فيه إلى الخروج وبقوة إلى ميادين ومرافق المجتمع، ولكنه ثلم عن تحقيق أهدافه المعرفية والتربوية والانسانية.. إذ إنه يخضع لشروط معينة تقتصر على الطلبة المتفوقين والمثاليين.. ومن له صلة القرابة من الهيئة التعليمية أو الإدارة، فجدول الزيارات وتنسيقه يفتقر إلى التوازن والعدل؛ مما يزيد مضاعفة التمرد والثورة على الأنظمة المدرسية ومرافقها، وبالتالي تصبح هدفاً للتخريب أو الهروب.. أو الكسل.. وعدم التفاعل مع الدرس، وهذه الآثار السلبية ليست من تأثير عدم الزيارة فحسب.. بل لافتقار المدارس لوسائل التشويق والجذب وعدم خروج الطالبة إلى الأنشطة الخارجية المجتمعية والصالات الرياضية التي بدأت تنشئها بعض المدارس بمجهودات ذاتية ومادية ساهم بها بعض المدرسين والطلبة كوسائل تعليمية.. ترفيهية حديثة، وعامل جذب وربط الطلبة بالبيئة المدرسية.. وهذا النشاط الخارجي يخضع لشروط معينة لا يحق الدخول فيها إلا لمن يدفع.. مع عدم مراعاة الفروق الفردية، سواء في التحصيل الدراسي أو الوضع الاقتصادي للطلاب.
والسؤال الذي يطرأ لي بعد الوقوف على وضع النشاط في المدارس.. لماذا يستبعد الطالب غير المتفوق والمشاكس من مدلول ذي أهداف لمدخل نفسي ومعرفي لا شك فيه؟ أليس في أهداف النشاط اللاصيفي ما نصبوا إليه كمرشدين طلابيين وتربويين في ضوء أن يكون المعيار تنمية مهارات الطالب المهنية والشخصية والتفاعل معه في اطمئنان وثقة؟؟.. أن يكون ذا أهداف بعيدة في تنمية مخرجات التعلم وفق نفسيات سليمة تتقبل العلم من الملقي..
أليس الطالب المتفوق أخذ فرصته من خلال التكريم الذي تعلن عنه الإدارة حسب طريقتها؟ وإذا كانت هناك أولويات فالأولى بها الطالب المتمرد.. أو المتأخر دراسياً، لما للنشاط الحركي والتقليل من ثورة المراهق على الأنظمة، والحد من الهروب من المدرسة واحتوائه ضمن دائرة النشاط.. وإذا علل أحدهم الأسباب بالاعداد الكبيرة فلا بأس بعمل جدول لتنسيق الزيارات والأنشطة الخارجية؛ ليأخذ كل طالب فرصة حتى تتحقق الفائدة المطلوبة، وتشجيع حاجتهم للأمن النفسي واعادة الثقة لذاتهم لما لهذين الاثنين العاملين من أهمية ايجابية في تعديل الممارسات الخاطئة، ولخلق روح التفاعل بين الطالب ومعلميه..ومضاعفة قوة الانتماء إلى مجتمعه عامة ومدرسته خاصة ويُعوّد الطلاب من خلالها على احترام القوانين العامة وآداب السلوك التي يفتقر إليها أكثر أبنائنا.. وربط هذه السلوكيات النظرية بالممارسة العملية من خلال الأنشطة اللامنهجية والزيارات الميدانية.. وفي ختام هذا المقال لنرجع قليلاً إلى الصيف لنعرف مدى نجاح المراكز الصيفية في استقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة رغم أن هذه المراكز اختيارية، والسبب وجود عناصر التجديد والتوثيق والعلاقات الإنسانية الإسلامية المثلى التي لا يجدها الطالب في علاقته مع مدرسيه إلا من خلال الأنشطة الخارجية.. والعهد بيني وبينكم سؤال الطلاب أنفسهم؟!
لذا أتمنى من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم أو من تقع عليه مسؤولية إزالة العوائق التعليمية السماح لطلابنا بالركض عبر بوابة النشاط الخارجية المجتمعية المختلفة بعيداً عن أسوار المدرسة المملة القاتلة لمواهب وسلوكيات فلذات الأكباد.. كما لا ننسى السماح للطالبات تحديداً مرحلة الانتقال إلى الجامعات بالزيارات الميدانية إلى الكليات والتجمعات النسائية المهنية والثقافية للاطلاع على بعض قنوات المجتمع النسائي وفق تعاليم الشرع الإسلامي.
|