من جديد يشغل أريئيل شارون الجميع داخل الكيان الإسرائيلي وخارجه.. والجديد هذه المرة إشغال الحلفاء الداعمين في وقت لا تسمح به ظروفهم بالإشغال.
نقل المستوطنين الإسرائيليين من مستعمرات قطاع غزة إلى المستعمرات الإسرائيلية بالضفة الغربية وتصفية المستعمرات في قطاع غزة وإغلاق معسكرات الجيش الإسرائيلي، مما يعني انسحاباً إسرائيلياً من طرف واحد من قطاع غزة..
هذه الخطة الشارونية لم تفاجئ الحلفاء الأمريكيين المشغولين حتى نهاية العام بانتخابات الرئاسة بل أيضاً فاجأت حلفاء شارون داخل الكيان الإسرائيلي من عتاة التطرف الصهيوني.
فالأمريكيون يرفضون نقل المستوطين من قطاع غزة إلى المستوطنات داخل الضفة الغربية لأنهم ببساطة لا يريدون بقاء أي مستوطنات في أراضي السلطة الفلسطينية التي يخططون لإقامة الدولة الفلسطينية وفق خطة الرئيس جورج بوش المسماة بخارطة الطريق.. وبما أن الخطة الشارونية تعني ضم مناطق في الضفة الغربية هي بالتحديد التي ينقل اليها المستوطنون المرحلون من غزة إلى أراضي الكيان الإسرائيلي وبما أن الإدارة الأمريكية تعي تماماً بأن تنفيذ الخطة الشارونية يلغي تماماً إمكانية قيام دولة فلسطينية وبالذات في الجزء المحدد بالضفة الغربية ولهذا فإنهم متاكدون من أن الخطة تتعارض تماماً مع خارطة الطريق لذلك ولكي يقطع البيت الأبيض الطريق على شارون لتوريطهم في هذه الخطة فقد سارعت واشنطن إلى إرسال وفد مكون من ستيف هادلي وإليوت أفرام من طاقم البيت الأبيض ووليام برنز مساعد وزير الخارجية الذين وصلوا إلى تل أبيب منذ الأربعاء الماضي لجمع مزيد من المعلومات عن خطة شارون وإفهام شارون ومستشاريه أن الأمريكيين وإن وافقوا على إخلاء المستوطنات في قطاع غزة إلا أنهم لايرحبون بضم مستوطنات الضفة الغربية إلى الكيان الإسرائيلي ونقل المستوطنين المرحلين من غزة إليها لأن ذلك يتعارض مع مقترح رئيسهم في إيجاد حيز من الأرض لإقامة دولة لفلسطين إلى جانب الكيان الإسرائيلي المحاط دائماً بالرعاية والحماية الأمريكية.
|