* الرياض - الحميدي الحربي:
أعرب عدد من أسر شهداء حادثة الفيحاء التي شهدتها مدينة الرياض مؤخراً عن اعتزازهم بما آل إليه مصير شهدائهم في سبيل الواجب.
ويقول خالد البقمي شقيق الشهيد عبد الله بن حسين البقمي: الشهيد عبد الله هو اخي وشقيقي الوحيد بل صديقي وعضدي.. لكن الطريقة التي مات بها حولت الحزن الى فخر واعتزاز لانه استشهد وهو يؤدي عمله في خدمة الدين ثم المليك والوطن.. ومن هذا المنطلق فإنني أحتسبُه من الشهداء الذين عند ربهم يرزقون وكذلك زملاءه وكل من يضحي بحياته في سبيل حماية الارض والعرض وهذا امر معروف في الاسلام ومأمور به المسلم وموعود بالشهادة بإذن الله.
اما موقف ولاة الامر حفظهم الله فقد كان له بالغ الاثر في نفوس الجميع واعني هنا كل مواطن مخلص وغيور على امن وطنه وليس اسر الشهداء فقط وذلك بدءاً بتقديم العزاء ومن ثم ما تبعه من امور اوردتموها في خبركم اليوم - امس الجمعة - وهذه الاسرة الكريمة لايستغرب منها الخير للوطن واهله فهم منا ونحن منهم ومعهم في السراء والضراء.
وبعد ان انهى حديثه الصادق التفت الى ابن الشهيد البالغ من العمر الرابعة عشرة فسألته: بأي صف تدرس فأجابني في (ثاني متوسط) قلت له: لو طلبنا منك كتابة اي شيء عن هذا الحدث فماذا ستكتب فصمت قليلاً وقال: اعطني الورقة فناولته ورقة - مرفق صورة منها - فكتب مايلي:
(حزنت لموت والدي وبكيت.. ولكن بعد ان خف الحزن تذكرت ان كل حي سوف يموت وان اسباب الموت مقدرة من الله.. وانا فخور بأن والدي مات و هو يدافع عن الدين وامن الوطن.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وشكراً لوالدنا من بعده سمو الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله).
ولأن الصديق خالد البقمي يعرف مساكن بعض الشهداء رحمهم الله فقد رافقنا في مشوارنا الى منزل اسرة الشهيد نايف بن لفا المطيري ولم نجد في البيت سوى بعض الشباب الذين اصروا علينا بأن ندخل لتناول القهوة - وهذه عادة عربية سعودية - مازالت باقية لكننا اعتذرنا بضيق الوقت واخبرناهم بهدفنا فقال: احدهم العم محمد هو وكيل الاسرة وهو خارج الرياض فطلبنا منه رقم هاتفه فأعطانا اياه بدون تردد وهاتفنا الاستاذ محمد بن لفا المطيري شقيق الشهيد بإذن الله نايف بن لفا المطيري والوكيل الشرعي لاسرته الذي رحب بنا وقال: نحن جميعاً رجال امن واجزم بأن شهدائنا الابرار لم يرد في اذهانهم امر المقابل المادي في حياتهم ولا لاسرهم من بعدهم لانهم يرون في خدمة الدين وحماية الوطن اجل واسمى الواجبات التي يؤدونها بكل رضا وسرور.
ونحن - يضيف المطيري - لم ولن نستغرب من ولاة امرنا حفظهم الله اي عمل خير سواء للافراد من الشعب او للكل وقد عم فضلهم الامتين العربية والاسلامية اما عن المبلغ الذي اشرتهم اليه في خبر - اليوم - امس الجمعة ففعلاً تسلمت شيكين الاول بمبلغ ) مليون ريال من وزارة الداخلية والثاني بمبلغ مائة الف ريال تبرع شخصي من سمو سيدي صاحب السمو الأمير نايف وزير الداخلية حفظه الله وتم ذلك يوم الاربعاء الماضي.. ونفس الشيء حصل لوكلاء اسر الشهداء زملاء اخي نايف رحمهم الله جميعاً وحفظ بلادنا وادام امنها وعزها في ظل قيادتنا الحكيمة..
هذه مشاعر ابناء شهداء الوطن واقاربهم التي يشاركهم فيها الوطن كله.مشاعر ولاء وحب.. وعرفان.. هي الاساس القوي لوحدة صفنا وصمودنا في وجه كل العواصف التي اهتز لها العالم من حولنا. فشكراً للاوفياء من ابناء الوطن.. وشكراً لقيادتنا الحكيمة التي هيأت كل الظروف لحياة كريمة ينعم بها الشعب الأبي.. ولأعداء الوطن نقول: (موتوا بغيظكم) فلم ولن يزيدنا ارهابكم الا توحداً وتكاتفاً لحماية الدين من أفكاركم الضالة المضلة.. وحماية الوطن من مكركم وغدركم.
|