** أحداث التفجيرات الأخيرة.. التي حصلت في الرياض رغم أنها ضرر محض وشر محض.. وسوء وفساد وإفساد.. ودمار وخراب.. إلا أن لها جوانب
أخرى.. هي أقرب إلى الدروس أو العبر.. أو ربما الفوائد،،
** هي بيَّنت لنا أموراً كانت خافية علينا.. أو كانت مطمورة.. أو على الأصح.. لم نكن نتوقعها.
** من يصدق.. أن أبناءنا يحملون أطناناً ومتفجرات ويفجرون أهاليهم ومنشآتهم ومكتسباتهم ويسفكون الدماء في وسط ديارهم؟
**من كان يصدق.. أن أبناءنا.. الطيبين المسلمين الساعين.. الذين يمتلئون لطفاً ولباقة.. يحملون شاحنات كلها متفجرات ويزرعون الذعر والخوف قبل أن يحولوا البنايات الى نفايات ويموت البشر بداخلها؟
** من يصدق.. أن أبناءنا يحملون أسلحة وبنادق رشاشة ويصوبونها نحو إخوانهم وأهاليهم؟
** من يصدق.. أن أبناءنا.. يصوبون فوهات البنادق الى نحورنا؟
** إن الحادث الأخير.. الذي قتل فيه ستة من رجال الشرطة.. وشيخ طاعن في السن.. مات غدراً.. هو حادث يعكس رغم كل ما يحمل من بشاعة عقلية هؤلاء وما يضمرون من شر وخبث.. وما تحمل أنفسهم من حقد وكراهية.. نتيجة هذا الفكر المسموم.. الذي قادهم الى مهاوي الضياع.. وحولهم من شباب منتج نافع مفيد.. الى أداة هدم وإجرام وعنف وقتل وضياع ما بعده ضياع.
** الحادث الأخير.. هزَّ المجتمع.. لأنه كان يحمل روح الغدر بكل بشاعتها وإلا.. من يصدق أن إنساناً سوباً يمكن أن يقتل شيخاً طاعناً في السن.. أو رجال أمن كانوا يسهرون من أجل حماية أهاليهم ووطنهم؟
** هذه الأحداث بكل ما تحمل من مآس ومشاكل ودموع وفواجع وأخطار.. عكست لنا تلك الروح الجهادية الشابة .. وروح الشجاعة والإقدام التي يتمتع بهارجال الأمن الشجعان .. الذين ضحوا في ميادين الجهاد والفداء.. ودفعوا أرواحهم ثمناً للدفاع عن دينهم وعن وطنهم وعن قيادتهم وعن أهاليهم وعن الإسلام والمسلمين بكل شجاعة واستبسال وإقدام وشموخ الرجال.
** هؤلاء الذين ماتوا.. هم الشهداء الحقيقيون.. لأنهم ماتوا في ميدان الجهاد.. دفاعاً عن الوطن والنفس والعرض والمال والأهل والولد.
** كم نحن فخورون بكم أبناءنا رجال الأمن.. ونحن نراكم تملأون شوارعنا وعيونكم ترقب.. وسواعدكم تعمل.. وعقولكم وحواسكم معنا لحظة بلحظة.. تنتظرون ساعة الصفر لتثبتوا للجميع.. حجم ما تحملون لوطنكم من إخلاص وولاء وانتماء.. وحجم ما تحملون لأهليكم من صدق وحب.
** كم نحن فخورون بشباب ملأوا شوارعنا ومياديننا.. عندما يُعلن عن ملاحقة قطاع الطرق والمفسدين في الأرض.. وكلكم شجاعة واقدام وبسالة.
** كم نعتز بشبابنا الذين ضحوا في ميادين الفداء.. وهؤلاء هم الرجال.. هؤلاء هم أبناء الوطن.. وهؤلاء هم المخلصون.. وهؤلاء من مات منهم.. فهو شهيد.. ومن بقي.. فهم يحملون النياشين والأوسمة التي لا تعلن.. بل هي من إخوانهم المواطنين.
** أما البطل الآخر.. فهو وزارة الداخلية نفسها.. التي تعاملت مع هذه الأحداث بكل صدقية ووضوح.. وقدَّمت للمواطن.. المعلومة الصحيحة الصادقة لحظة بلحظة. وكانت بياناتها شافية كافية.. تحمل كل الوضوح والشفافية.
** وزارة الداخلية.. تبادر عبر بياناتها الدقيقة.. إلى وضع المواطن أمام الحقيقة لحظة بلحظة.. وتسوق له المعلومة الصحيحة.. التي لا لبس فيها ولا غموض دون تأخير..
** إن الفيلم الذي سربه الإرهابيون القتلة المجرمون.. كان خير شاهد على صدقية هذه البيانات دون أن يشعر هؤلاء القتلة المفسدون.
** لقد كانت الوزارة برجالها الشجعان.. في مستوى التحدي.. وكانت خط الدفاع الأول والأخير.. وكانت جاهزة حاضرة للتعامل مع كل طارىء مهما كان، ومهما كان حجم خطورته.
** لقد تنادى المواطنون كلهم.. يداً واحدة مع رجال الأمن.. وصفاً واحداً مع قيادتهم ضد الإرهاب والإرهابيين.. وها هو اليوم.. يضمحل ويتراجع ويبوء بالخسران والفشل والعار.
** لقد حاولوا تلبيس جرائمهم باسم الدين.. محاولين إيهام الناس أن عملهم من الإسلام.. ولكن الناس كل الناس.. يدركون أن الإسلام لم يكن في يوم من الأيام.. دين غدر وخيانة وفساد وإفساد وسفك الدماء هكذا غدراً.
** لقد باءوا بالخسران بفضل من الله.. وهاهم كالفئران والجرذان ينتقلون من جحر الى جحر.. والخيبة والفشل ودعوات المسلمين وبنادق رجال الأمن تطارهم في كل مكان.
** إن المجال ما زال مفتوحاً أمامهم اليوم لتسليم أنفسهم والاعتذار عما بدر منهم.. وسوف يجدون قيادتهم كما تعودوها دوماً.. كلها رحابة صدر.. وكلها عفو.. وسيجدون محاكمة عادلة.. ولن يظلموا أبداً بإذن الله.
** ليت هؤلاء يعقلون ويستفيدون من دروس وعبر التاريخ..
** ليتهم يقرأون كتب التاريخ.. ما هي نتيجة الخراب والفساد والإفساد والإجرام؟
** إن المجال ما زال مفتوحاً وباب العفو مفتوح.. والمسئول هنا.. لم يغلق بابه.. ولم يجعل بينه وبين أي مواطن مهما كان.. أي عائق أو حاجز.
* ليتهم.. يعودون..
** ليتهم... يتوبون..
** نحن لا نريد قتلهم.. وإن كانوا يريدون قتلنا..
* نحن.. لا نريد إيذاءهم.. وإن كانوا يريدون إيذاءنا..
|