لابد أن المتابعين لما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة قد لاحظوا كثرة الاقتراحات التي تصدر عن الشخصيات الإسرائيلية التي تكشف وإلى حد بعيد افتقار الإنسان اليهودي بصفة عامة والإسرائيلي بصفة خاصة إلى خصوصية الانتماء للأرض ومعنى الارتباط بالوطن.. فالمقترحات الإسرائيلية المتناثرة التي أُعلنت أخيراً تظهر انعدام خاصية الوطنية لدى الفرد الإسرائيلي ومعنى تمسك الإنسان بوطنه وأرضه فالاقتراحات التي يطلقها السياسيون الإسرائيليون يحصرون القضية الفلسطينية في ترتيب «قطعة أرض» تكون مكاناً لهم ظناً منهم أن الارض البديلة ستعوضهم عن وطنهم السليب.
وتظهر الاقتراحات الإسرائيلية خللاً اكثر خطورة فيما يتعلق بعلاقة المرء بأرض وطنه، فالساسة الإسرائيليون يقترحون تأجير أرضٍ من خارج فلسطين وآخر ما قُدِمَ في هذا الخصوص ما اقترحه وزير الاسكان في حكومة أرييل شارون عضو الحزب الوطني ايفي ايتام الذي اقترح على مصر تأجير قسم من شبه جزيرة سيناء للفلسطينيين لإقامة دولة متصلة جغرافيا بقوة، ويمضي هذا الوزير المحسوب على اليمين المتشدد فيمضي شارحاً فكرته التي تكشف عن الخواء الفكري والوطني للإنسان اليهودي الذي لا علاقة له بأي أرض يقيم عليها فيقول: «انه يمكن لمصر أن تؤجر مناطق غير مأهولة في سيناء للفلسطينيين ليقيموا عليها دولتهم وهو ما يحل مشكلة التزايد السكاني سنة بعد سنة في طقاع غزة».
بكل بساطة يريد هذا المهاجر الغريب عن ارض فلسطين.. يريد من الفلسطينيين ان يتخلوا عن وطنهم ... وايضا من المصريين أن يتنازلوا عن جزء من وطنهم.. اقتراح لايصدر إلا من إنسان لا يعرف معنى الوطن...!
|