* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
حذرت مصادر أمنيةإسرائيلية من محاولات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المستمرة إنتاج وتطوير صواريخ القسام في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن المسألة هي مسألة وقت فقط قبل أن تمتلك حركة حماس مثل هذه الصواريخ في مناطق الضفة الغربية..
وتأتي هذه التحذيرات بعد المزاعم عن كشف جهاز المخابرات الاسرائيلية (الشاباك) عن اعتقال خلية تابعة لحركة حماس في مدينة رام الله، كانت على وشك تصنيع صواريخ القسام وقذائف الهاون..
وبحسب مزاعم جهاز (الشاباك) الإسرائيلي، فقد تم قبل أكثر من أربعين يوما اعتقال أفراد خلية مكونة من ستة أفراد، كانت تعمل على تصنيع صواريخ القسام..
وأضافت المصادر الأمنية في اسرائيل أنها اعتقلت مسئول الخلية ويدعى (فضل طه 30 عاما) من قرية (رافات) جنوب مدينة رام الله، وكشفت عن معمل لتصنيع المواد الخاصة بصواريخ القسام في المدينة..
وفي هذا السياق، ذكرت المصادر الأمنية في اسرائيل أن الجيش الإسرائيلي وعناصر جهاز (الشاباك)، شنوا قبل عدة أسابيع حملة اعتقالات ومداهمات تركزت في مدينة البيرة وبلدة بيتونيا تم خلالها اعتقال ثلاثة مواطنين فلسطينيين هم: (فضل طه) من قرية رافات، و(صبحي الشوا) و(وسام حجازي) من سكان مدينة البيرة، إضافة إلى عدد آخر من ناشطي حركة حماس..
وقال بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي: إن وحداته العسكرية اعتقلت خلية عسكرية لحركة حماس في مدينة رام الله، خططت لإنتاج صواريخ قسام وقذائف صاروخية متطورة جدا، وزعم البيان أن أفراد الخلية وعددهم ستة أشخاص عملوا خلال الأشهر والأسابيع الماضية على تصنيع قذائف صاروخية وأقاموا معملا خاصا لها في مدينة رام الله.. وأشار البيان إلى أن أفراد الخلية وصلوا إلى مراحل متقدمة في إنتاج القذائف الصاروخية..
وحسب البيان العسكري الإسرائيلي تم العثور في (المصنع) الذي تم ضبطه في مدينة رام الله، على صواريخ قسام في طور التصنيع ومعدات لتصنيعها..
وأكد مصدر أمني إسرائيلي أنه تم خلال الحملة مداهمة شقة سكنية تقع في عمارة (الجراند فير) في بلدة (بيتونيا)، زاعما: أن ناشطي حركة حماس كانوا يستخدمونها من أجل إنتاج وتصنيع صواريخ القسام وقذائف هاون.. مشيرا : إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تعلن أجهزة الأمن الاسرائيلية عن اكتشاف خلايا تابعة لحركة حماس، تحاول إنتاج صواريخ القسام في مدينة رام الله، حيث تم العثور، قبل أكثر من عامين على عدد من صواريخ القسام كان يعتزم أفراد حماس إطلاقها باتجاه المستوطنات اليهودية الواقعة شمال مدينة القدس المحتلة، ما أثار الذعر في صفوف المستوطنين اليهود..
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت مسؤول الخلية (فضل طه) في عام 2001، بتهمة النشاط في حركة حماس، وأطلقت سراحه في العام الماضي 2003، وحسب ادعاء سلطات الاحتلال، عاد (طه) بعد إطلاق سراحه إلى نشاطه العسكري وأقام خلية تولت تصنيع صواريخ القسام في مدينة رام الله، معتمدا على معلومات استقاها من قادة في كتائب القسام من قطاع غزة، التقى بهم في السجن..
وقالت المصادر الأمنية في اسرائيل: تمكنت أجهزة الأمن من إلقاء القبض على أعضاء الخلية على ضوء معلومات تلقتها عقب عملية واسعة النطاق قام بها الجيش الإسرائيلي لتفكيك البنى التحتية العسكرية لحركة حماس في مدينة رام الله في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2003، حيث تم اعتقال غالبية كادر الجناح العسكري لحركة حماس في رام الله في إطار العملية، من بينهم (أسامة خليل 23 عامًا) من سكان مدينة رام الله، ويعمل في مجال الحاسوب، عضوًا في الخلية، وكان مساعدًا لكبار حركة حماس في مدينة رام الله..
مصادر أمنية: نخشى من تسرب المعلومات عن صنع صواريخ القسام، من غزة إلى الضفة الغربية..
وفي هذا الإطار، أعربت مصادر أمنية عن خشيتها من أن الفلسطينيين في غزة قد سربوا المعلومات عن صنع صواريخ القسام إلى مناطق الضفة الغربية، بعد أن كشف مسؤولون كبار في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح مؤخرا: النقاب عن وجود صواريخ قادرة على الوصول إلى المدن الإسرائيلية، في الضفة الغربية أيضًا، وعقبت مصادر مسؤولة في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، بالقول : إن هذه المحاولة تصعيد ملحوظ يثير القلق..
وفي هذا السياق، قال الجنرال (موشيه يعلون)، رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، مؤخرا: إن صواريخ القسام التي تنتجها حركة حماس آخذة في التطور، وفي نهاية المطاف ستغطي كافة أراضي الدولة العبرية.. موضحا: أن الفلسطينيين يحاولون على الدوام تطوير جودة صواريخ القسام)، مع أنهم يصطدمون بمشكلات فنية، إلا أنهم يتحسنون في تصنيعها..
وكانت صحيفة معاريف الاسرائيلية، نشرت في ملحقها الأسبوعي أواخر العام الماضي، تقريراً يتناول صواريخ القسام ووصولها إلى مرحلة توازن القوى..
ومما جاء في التقرير: بعد دخول مستوطنة (حفات شكيم) في عسقلان لمرمى صواريخ الهاون، فإن حماس تنتقل إلى مرحلة أخرى من بناء الذراع الاستراتيجي لها، والهدف مدن (غوش دان)..
وتضيف الصحيفة العبرية : يبدو أن حركة حماس برئاسة الشيخ أحمد ياسين تعتبر مثلاً لتوازن القوى لحزب الله في لبنان، والتهديد يكمن فيما لو بدأت إسرائيل بالعمل ضد حماس، فإن مئات صواريخ القسام ستنطلق في لحظة واحدة ومن عشرات الأمكنة إلى عدد كبير من المستوطنات، مما سيتسبب بهزّة أرضية، وهذا ما تعتقده الأجهزة الأمنية.. وحسب الصحيفة: من المعلوم أن الدراسات الاستخباراتية تفيد أن حماس أصبحت قريبة جداً من التوصل إلى مدى بعيد في مراحل تطويرها لصواريخ القسام..
الشيخ ياسين : بتطوير صواريخ القسام، لن يصبح لجدار الفصل العنصري أي قيمة..
وفي هذا السياق قال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي ل الجزيرة: إن صواريخ القسام وقذائف الهاون التي تطلقها حركته على المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، وعلى المدن الاسرائيلية شمالي قطاع غزة، هي سلاح استراتيجي رادع يمتلكه الفلسطينيون..
مشيرا : إذا كان الأمر كما يقولون أنها لا تؤثر شيئا على الاحتلال، فلماذا يقوم العدو ولا يقعد عندما نضرب المستوطنات والقرى الصناعية والمدن المجاورة لمدينة غزة بالصواريخ، يقول الشيخ المقعد ل الجزيرة: هذا الكيان قائم على الأمن، فإذا فقد هذا الركن لم يبق لوجوده اعتبار، فإذا فقدت المستوطنات والقرى والمدن اليهودية الأمن فإن سكانها سيرحلون.. وهنا يتبين أن مفعول سلاح الصواريخ البسيطة الصنع يتعدى حفرة تحدثها تلك الصواريخ أو القذائف، إنه فقدان الأمن، وما يعقبه من رحيل عن المستوطنات التي أقيم غالبها بهدف الزراعة وسرقة المياه مما يؤثر على اقتصاد العدو، ما يعني انهيار الركن الآخر الذي يعتمد عليه الاحتلال..
إن الصواريخ البسيطة نقلت المعركة - ولو معنويا- إلى قلب المدن اليهودية، يقول الشيخ أحمد ياسين، وبإطلاق تلك الصواريخ لا يصبح لجدار الفصل العنصري أي قيمة، فتصور أنه تم تطوير مداها من 12 كيلو مترا إلى 30 كيلو مترا، ماذا سيحدث في المجتمع الذي يفتقد الأمن..
وكان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عضو القيادة السياسية لحركة حماس قال للجزيرة ، معقبا على قرار شارون إخلاء مستوطنات قطاع غزة: إنه إعلان هزيمة، جاء نتيجة ضربات المقاومة الفلسطينية، واستطرد الرنتيسي قائلا: في الوقت الذي أثبتت فيه الأسلحة المصنعة محليا، والتي تستخدمها المقاومة في قطاع غزة نجاحها في قهر العدو الصهيوني، فعلى السلطة أن تكف عن مضايقة المقاومة، خاصة في الضفة الغربية حيث ينبغي أن يكون لصواريخ القسام وقذائف الهاون الدور الأهم في حسم المعركة مع العدو..
|