* القدس المحتلة - بلال أبو دقة:
انهار فجر الأحد جزء من الطريق المؤدي إلى باب المغاربة أحد الأبواب الرئيسة للمسجد الأقصى المبارك، بسبب أعمال الحفر التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وبسبب منع دائرة الأوقاف الإسلامية من القيام بإعمال الترميم في تلك المنطقة. وقالت فعاليات إسلامية في مدينة القدس المحتلة ل(الجزيرة) إنه وقع عند الساعة الواحدة فجراً انهيار في الطريق المؤدي إلى باب المغاربة من جهة حائط البراق. وأشارت مصادر فلسطينية عليمة أن الانهيار الذي حصل هو نتيجة أعمال الحفر والتنقيب التي قامت بها سلطات الاحتلال تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك والمنطقة المحيطة بها، وعدم السماح لدائرة الأوقاف الإسلامية بأعمال الترميم في تلك المنطقة.
يذكر أن سلطات الاحتلال، قامت في أعقاب حرب حزيران عام 1967 بهدم المباني التاريخية والأثرية والزوايا القريبة من باب المغاربة وأزالت حارة المغاربة والشرف، وأقامت على أنقاضهما ما يسمى حارة اليهود، ومن ثم قامت بإجراء سلسلة من الحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك من جهتي الجنوب والغرب، حيث تم العثور على آثار تعود إلى العهدين الأموي والأيوبي.
وكان قد وقع انهيار قبل عدة أشهرفي الجدار الغربي من مبنى المتحف الإسلامي، القريب من منطقة باب المغاربة، بسبب منع سلطات الاحتلال دائرة الأوقاف الإسلامية من القيام بأعمال الترميم هناك.
وفي هذا السياق حذّرت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في بيان وصلت الجزيرة نسخة منه: من أن عصابات يهودية باتت تهدد فعلاً من جديد بتفجير المسجد الأقصى، انتقاماً مما تعتبره (التنازلات) التي يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون تقديمها للفلسطينيين، عقب إعلان نيته إخلاء مستوطنات يهودية في قطاع غزة. وبينت المؤسسة في بيانها أن هذه المعلومات كشف عنها رئيس المخابرات الإسرائيلية الأسبق (كرمي غيلون)، الذي حذر من أن عصابات متطرفة يهودية عادت لتطل برأسها من جديد، إثر إعلان خطة شارون، للانسحاب من قطاع غزة، موضحاُ أن هدف المتطرفين اليهود اغتيال شارون أو تفجير المسجد الأقصى أو كليهما معاً.
ونوه بيان مؤسسة الأقصى إلى انه عشية الانسحاب الإسرائيلي من (يميت) في سيناء، تم الكشف عن جماعات يهودية متطرفة كانت تخطط لتفجير المسجد الأقصى، كمحاولة منها لعرقلة الانسحاب، وحذر البيان من تكرار هذا السيناريو، سيما وان حالة من التطرف القومي تغمر الساحة الإسرائيلية هذه الأيام.
وتابع بيان المقدسي: إن هذه التهديدات تأتي في ظل الكشف مؤخراً عن خطط لحفر نفق جديد تحت المسجد الأقصى المبارك، وتنظيم مظاهرات شهرية من قبل جماعات وأحزاب يهودية تحت مسمىّ (مسيرات أسوار القدس)، والتي تهدف إلى تأصيل التوجه وتشريع الاعتداءات على المسجد الأقصى.
وكان المئات من أنصار اليمين اليهودي المتطرف نظموا مؤخراً مسيرة عنصرية استفزازية انطلقت من القدس الغربية المحتلة إلى قلب القدس الشرقية في منطقة (حي الصوانة) في حديقة دشنتها بلدية دولة الاحتلال في المدينة المقدسة، بهدف الاحتفال بقرب بناء بؤرة استيطانية يهودية عنصرية قريبة من البؤرة السابقة المسماة ب(بيت أوروت) على جبل الزيتون المشرف والمطل على المسجد الأقصى المبارك. ورفع المشاركون في هذه المسيرة العنصرية الأعلام الإسرائيلية والشعارات الداعية إلى طرد المسلمين من المدينة، واستبدالهم بالمستوطنين العنصريين، وقد تخلل هذه المسيرة إلقاء كلمات من قبل قادة المستوطنين والأحزاب اليمينية المتطرفة التي تدعم طرد الفلسطينيين، وهدم منازلهم وتكثيف الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة.
كما تناوب على مكبرات الصوت التي نصبت على قمة جبل الزيتون عدد من العنصريين اليهود وهم يرددون (عام إسرائيل حي) و(الموت لأبناء إسماعيل)، وبعض الأهازيج التوراتية المحرفة، وبعض المقاطع من التلمود، وغيرها من الكلمات التي تقطر كراهية وعنفاً وإرهاباً.
وكان الشيخ هاشم عبد الرحمن، الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية ورئيس بلدية أم الفحم، علق على تصريحات (كرمي غيلون) قائلا: سبق وقلنا منذ سنوات إن الأقصى في خطر، ولا شك أن مثل هذه المجموعات خطيرة إلى حد يستوجب على المؤسسة الرسمية الحكومية اتخاذ التدابير اللازمة للحدّ من ظاهرة التطرف الجنوني في الوسط اليهودي، وتعقب مثل هؤلاء والتحفظ عليهم، لأن أمثالهم سيجرّون الويلات والحروب على المنطقة، فإذا تعرض المسجد الأقصى لأي خطر فسيترتب عليه مخاطر إقليمية وعالمية.
وكان الشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة، رئيس المجلس الأعلى للقضاة الشرعيين قد حذر من مخططات المؤسسة الإسرائيلية الهادفة إلى تدمير المسجد الأقصى، وقال الشيخ التميمي خلال خطبة دينية ألقاها في المسجد الإبراهيمي في الخليل: إن إعلان الشاباك الإسرائيلي أن متطرفين يهوداً يفكرون بتفجير المسجد الأقصى المبارك، يشكل بحد ذاته خطوة في تنفيذ المخططات الإسرائيلية المعلنة التي ليست خافية على أحد.
وفي هذا السياق يُستدل من معلومات إحصائية صادرة عن مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، هدمت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من (350 منزلاً) تعود لمواطنين فلسطينيين مقدسيين بحجة عدم الترخيص.
وقال المركز في بيان وصلت الجزيرة نسخة منه : إن بلدية الاحتلال في القدس الغربية صعدت في السنوات الثلاث الماضية من سياسة هدم المنازل، وضاعفت من إجراءات فرص مخالفات البناء على المواطنين المقدسيين، خلال الفترة ذاتها.
وأشار بيان المركز إلى أن مصادر في بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس تقدر عدد الأبنية التي شيدها المقدسيون خلال السنوات الخمس الماضية بأكثر من ( ستة آلاف منزل )، تدّعي البلدية أنها شيدت دون ترخيص، ولذلك لا بد من هدمها. وكان خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ يوسف أبو سنينة، حذر من على منبر المسجد الأقصى في خطبة الجمعة مؤخراً، التي رصدتها الجزيرة، من خطورة ما تتعرض له مدينة لقدس المحتلة من قبل الكيان الصهيوني وأجهزته ومؤسسته التهويدية وخاصة بناء جدار الفصل العنصري الذي أصبح أمراً مسلماً به.
وأشار خطيب المسجد الأقصى إلى أن القدس المحتلة في خطر، قائلا: إننا للمرة الألف نقولها وبصراحة أن القدس في خطر، بسبب السياسة الصهيونية المبرمجة لطمس الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة.
|