Saturday 21st February,200411468العددالسبت 1 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أكد عزمه مكافحة الإرهاب دون هوادة أكد عزمه مكافحة الإرهاب دون هوادة
بوتين يلمح إلى احتمال تمديد الولاية الرئاسية إلى 5 سنوات

* موسكو- سعيد طانيوس:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزمه على مواصلة مكافحة الإرهاب بكل أشكاله داعياً القوى الأمنية في البلاد إلى اعتماد تكتيك وقائي يتيح إفشال العمليات الإرهابية قبل وقوعها، وألمح لأول مرة إلى احتمال تعديل فترة الولاية الرئاسية من 4 إلى 5 سنوات، على الرغم من دعوته إلى عدم المس بالدستور.
وأعلن الرئيس الروسي في لقائه اليوم مع أنصار حملته الانتخابية ان على أجهزة الأمن والداخلية وغيرها متابعة العمل المنظم لتصفية شبكة الإرهاب ويجب ان تعير اهتمامها للفعالية العملياتية في وضع التكتيك القادر على منع وقوع الأعمال الإرهابية.
وقال: إن (العصابات التي عاثت منذ سنتين أو ثلاث في شمال القوقاز لم تكن تتوقع هذا النمو السريع لقدرة قواتنا المسلحة القتالية وقدرة قواتنا الخاصة على محاربة الإرهاب).
وأضاف، (رغم البيانات المتبجحة الكثيرة أخفقت العصابات وانهزمت في المواجهة. وتحاول اليوم بالأعمال الإرهابية بث الذعر وعدم الثقة بالسلطة لكسر إرادة شعب روسيا في نضاله لتعزيز الديمقراطية والحرية ووحدة الأرض).
وقبل ان يعدد بوتين المرشح لفترة رئاسية ثانية أمام نحو 300 من ناشطي حملته الانتخابية إنجازات حكمه في السنوات الأربع الماضية، ألقى بالكثير من اللوم على عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين الذي اختاره (وريثاً) له وقال ان السلطات في روسيا لم تتعامل كما يجب مع (العمليات الانفصالية) التي فجّرت روسيا على مدى بضعة أعوام في التسعينيات.
مشيراً إلى ان هذه العمليات قد لقيت في حينه (الدعم الفعال من قبل المنظمات المتطرفة الدولية وفي النهاية برزت في شمال القوقاز بأخطر أشكالها - أي الإرهاب).
وقال بوتين (بعد توقيع اتفاقيات خساف يورت بين السلطات الروسية والانفصاليين الشيشان عام 1996التي أسفرت عن ترك مصير جمهورية الشيشان نفسها والشعب الشيشاني إلى رحمة الأقدار ، تراءى للبعض ان كابوس الحرب الأهلية قد انتهى).
وأردف (لكن عصابات الإرهابيين الدولية مضت أبعد في عام 1999حين أحست بضعفنا ، وأدركت عدم تماسك السلطة والوضع المعنوي الفظيع للمجتمع).
وأعلن بوتين ان هذه العصابات (قد بلغت درجة من الوقاحة لحد انها قامت بهجوم سافر على داغستان)، معتبراً ( ان الهدف من هذا العدوان كان سلخ مناطق إضافية من روسيا وضمها إلى منطقة نفوذها الإجرامي).
وأكد بوتين قائلاً (يكفي التطلع إلى مأساة انهيار يوغسلافيا لكي نستخلص كافة الاستنتاجات اللازمة)، معرباً عن اعتقاده بأنه كان ممكناً وضرورياً توقع احتمال ان تمتد العمليات الهدامة لتحلحل كيان الدولة لدى تفكك الاتحاد السوفيتي إلى روسيا الاتحادية أيضاً.
وحسب قوله فإن المزايدات السياسية في تطلع الناس إلى الديمقراطية، والأخطاء الفاحشة لدى تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية قادت إلى عواقب وخيمة أيام ذاك.
ووصف بوتين تفكك الاتحاد السوفييتي بأنه كان مأساة قومية شاملة ولكن لا يمكن العيش بالماضي فقط.
وقال: (لم يكسب المواطنون البسطاء شيئاً من تفككه بل واجهوا عدداً كبيراً من المصاعب).
ورأى بوتين ان تفكك الاتحاد السوفييتي كان لصالح النخبة مع جزء من سكان الجمهوريات من المتعصبين قومياً.
وأكد بوتين ان لدى الجمهوريات السوفييتية السابقة إمكانيات كبيرة للتكامل تقوم على اللغة والصلات الاقتصادية والتاريخ المشترك والهوية. وقال بوتين (لقد أصبح على عتبة الفقر في الواقع ثلث سكان البلاد. واتخذت صفة جماعية حالات تأخير دفع المعاشات التقاعدية والمنح والأجور لعدة شهور. وحسب قوله فإن الناس تملكهم الخوف.
وأضاف (زد على ذلك ان البلاد أصبحت تعاني من التبعية المذلة إلى المنظمات المالية الدولية وشتى أصناف المضاربين الماليين الدوليين. ودعنا فقط نمعن النظر في الأمر، ففي نهاية عام 1999 كانت ديون روسيا الخارجية، المحسوبة بالناتج المحلي الإجمالي، تعادل حوالي 90 بالمائة).
وفي حين أعلن بويتن لاول مرة إلى ان تعديل فترة الولاية الرئاسية من 4 إلى سبع سنوات هي مدة طويلة جدا، قال ان ولاية رئاسية من 5 سنوات هي فترة معقولة جداً، ملمحاً إلى استعداده لقبول تمديد الولاية الرئاسية على الرغم من تجديد رفضه لتعديل الدستور الروسي الذي يحدد الولاية الرئاسية بمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
ووعد بوتين بان تكون أفعال السلطات ثابتة ومتعاقبة في تنفيذ برنامج التحولات السياسية حتى النهاية وقال ستنجز حتى النهاية في الأعوام القريبة القادمة التحولات الرئيسية التي تجري على صعيد الإدارة، وقال (سنعمل بدأب على تعزيز نظامنا السياسي على المستوى الفيدرالي وكذلك على مستوى الأقاليم).
وتابع بوتين (أنا على قناعة بان تطور الدولة والمجتمع قدما إلى الأمام يتطلب حتماً وجود منافسة سياسية متحضرة، ويجب ان تسند ذلك أحزاب سياسية كبيرة متنفذة، وأحزاب تتمتع بالهيبة وبثقة مواطني البلاد).
واعتبر الرئيس الروسي ان الوضع الاقتصادي في روسيا شهد تغيراً مبدئياً خلال الأعوام الأربعة الأخيرة عندما نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقرب من 30 في المائة منذ عام 1999 في حين انخفض معدل التضخم ثلاث مرات ولم تعد الدولة تحتاج إلى رفع أسعار الضرائب لتلبية احتياجاتها. ومن هنا فإن الشركات المتوسطة تستمر في زيادة الإنتاج للعام الثاني على التوالي. وتحقق آلاف المؤسسات النجاح.
وقال بوتين (لقد حظي الانتقال إلى الديمقراطية واقتصاد السوق في مطلع التسعينيات بالدعم النشيط والحازم لمواطني روسيا الذين اتخذوا الخيار النهائي وبلا انعطاف لصالح الحرية).
وبرأيه (ان هذا كان من المكتسبات الكبرى والواقعية للشعب الروسي... وأحد أكبر الإنجازات في بلادنا في القرن العشرين). لكنه قال ان ثمن ذلك كان جسيماً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved