** أحسب أن لقب (معالي) لقب دنيوي, وإن كان لقباً شريفاً ورفيعاً, لكن أحس أن هذا اللقب لا يناسب إطلاقه على علماء الشرع الذين يحدثون الناس ويفتونهم.
من هنا توقفت كثيراً عند إطلاق لقب (معالي) على المشايخ عندما يفتون.. إذ أصبح البعض، وبالأخص وسائل الإعلام، تقول: أفتى معالي الشيخ حول مسألة في الزكاة, وسئل معالي الشيخ عن أمر يتعلق بشأن العبادات.
إنني أرى أن الأليق باللقب الذي يسبق الشيخ هو فضيلة بدلاً من معالي.
ذلك أن (معالي) لها دلالة دنيوية تدل على رتبة أو مرتبة.
لكن (فضيلة) لها مدلول ديني يحفز على المزيد من التقدير الخاص والإجلال لم يحمله, أو يطلق عليه, أو ينعت به.
وسأتوقف وأضرب مثلاً (بعالمين) جليلين أولهما الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله -, فنحن نقول (سماحة الشيخ ابن باز) وعن الثاني (فضيلة الشيخ ابن عثيمين).
اسألكم أيهما أوقع وأكثر تأثيراً، بل وربما قبولاً للفتوى عندما نقول: (معالي الشيخ ابن باز) أو (معالي الشيخ ابن عثيمين), أم عندما نسبق اسميهما بسماحة أو فضيلة..!
وكذا الشأن مع أصحاب الفضيلة الآخرين.
لذا ليت وسائل الإعلام تسبق بكلمة (فضيلة) أسماء المشايخ عند الإفتاء والاستفتاء بالأمور الدينية، فذلك أبلغ وأوقع في النفس في ميادين الشأن الديني, والله أعلم.!
شُرفة الأمل.!
** سُئل حكيم ذات مرة..: (بماذا تتعزى في هذه الحياة عندما يصيبك مكروه), فقال: أتعزى بثلاث ثم بعدها أنام قريراً..
قيل ما هذه الثلاث؟ قال:
الأولى: إيماني أن كل شيء في الدنيا يجري بقضاء الله وحكمه,
والثانية: قولي لنفسي: إن لم أحتمل فماذا أصنع؟
أما الثالثة: فتردادي: لعل الفرج قريب وأنا لا أعلم.
أعجبني كثيراً هذا الجواب..
إن فيه - لو استطعنا الأخذ به - شفاء لآلام هذه الحياة وهمومها.
إننا - لو فكرنا - لآمنا واطمأننا أنه لا يجري شيء في الحياة إلا بقضاء الله وقدره, وإذا ضقنا بما يقع علينا من مكروه فماذا نعمل؟, إنه ليس لنا إلا الصبر لكيلا نجعل العذاب يتضاعف داخل نفوسنا، ثم بعد ذلك نفتح لأضواء الأمل كوى نطلّ من خلالها على شرفات الأمل.
أن نعيش منتظرين الفرج فذلك أحسن حالاً من أن يجثم اليأس على مشاعرنا.. ويسكن بين أحداقنا, لكن يعود السؤال مرة أخرى: عندما ينال الإنسان منا شيء من مكاره الحياة هل يتذكر مثل ذلك؟ أم أن ركام الحزن ينسينا قنوات الصبر, وطرق العزاء, وبوابات الأمل..!
آخر الجداول
** للشاعر المبدع الغائب مقبل العيسى يفلسف فيه (رؤيته) للحياة:
(وفمي تذوّق صابها ورحيقها
لا الصاب دام ولم تدمْ نعماءُ). |
|