*نجران - أحمد معيدي:
مثلما تعرف بتاريخها العريق وآثارها المشهورة والممتدة عبر التاريخ لتحكي حضارة غابرة وإرثا عريقا فنجران تعرف أيضا بحفرياتها الكثيرة وشوارعها المتهالكة التي أتعبها كثر الحفر الذي لا ينتهي إلا ويبدأ من جديد وكأنما يدور في حلقة مفرغة.
ورغم أن تلك الحفريات وجدت أساسا لراحة المواطن ولتوفير أحد سبل الخدمة له إلا أنها انقلبت إلى نقمة بسبب المماطلة والتأخير في التنفيذ وإذا ما نفذت فكأنها عملية ترقيع خاطئة لجرح نازف فيصبح الشارع الراقي نموذجاً لأسوأ الشوارع رغم أن الدولة تبذل الغالي والنفيس للرقي بخدماتها وتصبح تلك الخدمة المقدمة ككحل العين الذي يعميها.
الجزيرة تجولت في نجران منطقة الشارع الرئيسي الوحيد وهو شارع الملك عبدالعزيز الذي يمثل الشريان النابض والذي يربط شرق المدينة بغربها ووقفت على الحفريات الكثيرة التي شوهت الشارع مما انعكس سلبيا على مستخدميه.
*****
الجزيرة التقت بالعديد من المواطنين الذين تحدثوا عما يعانونه يوميا مع هذه الحفريات حيث قال حسين آل فاضل: إنه منذ عرف الشارع الملك عبدالعزيز وهو لم يخلُ يوما من الحفريات وكأنما أوجدوه للتجارب فما أن تنتهي جهة من الجهات من الحفر كالبلدية مثلا إلا وتأتي الاتصالات وتبدأ بالحفر وبانتهاء الاتصالات تأتي المجاري وهكذا مما قد يعطل حركة السير لفترات طويلة ويسبب الزحام والحوادث.
عبدالله القحطاني قال: ليت الأمر ينتهي فقط عند الحفر وتعطيل الحركة وإزعاج المارة والسكان ولكنه يتعداه إلى أن الشارع أصبح غير صالح للاستعمال فالشركات التي تفتقد لدور الرقيب الصارم تترك الشارع في وضعية سيئة مع علمها بأن النظام يقتضي أن تعيده كما كان قبل الحفر ولكنهن يتجاهلن ذلك ويعدلن في مواصفات الشارع فيتركنه هابطاً من جهة ومدبباً في جهة أخرى مما تسبب في وقوع الكثير من الحوادث وإتلاف السيارات من المطبات التي وضعوها بشكل عشوائي في أثناء إعادتهم ترقيع الشارع على وفق أهوائهم.
أما إبراهيم الصقور فقال: المسؤولية كلها يتحملها مسؤولو البلدية الذين يتهاونون مع تلك الشركات ولا يلزمونهم بالمواصفات المحددة فيعود الشارع مسخا وصورة مشوهة لما كان يسمى شارعاً.
والمطلوب من البلدية هو التنسيق بينها وبين الجهات الخدمية الأخرى لتحديد موعد موحد للصيانة أو التمديد لخدماتهم بدلا من التخبط العشوائي الذي حول الخدمة إلى نقمة كما يفترض بهم محاسبة الشركات المتهاونة في التنفيذ أو تلك التي تماطل وتتلاعب في مواصفات الشارع بعد إنجاز عملها ما يكلف الدولة مبالغ طائلة وكذلك المواطنين الذين حرمهم مسلسل الحفريات من الاستفادة من هذه الشوارع.
مهدي علي أشار هو الآخر إلى الحوادث التي سببتها الحفريات في المنطقة وذكر أنه تعرض لحادث نتيجة إغلاق الشارع والمطبات وبقايا الحفر التي في الشارع فالمنطقة يوجد فيها شارع واحد ومع ذلك لم يسلم من العبث مما اضر بسياراتنا اما بالحوادث التي سببها إغلاق الشارع وزحام السيارات أو بالحفر وفوهات البراكين التي تركت في الشارع لتقذف حممها في سيارة كل عابر.
قاسم صاحب إحدى ورش تصليح السيارات قال إنه تأتيهم الكثير من السيارات التي تعطلت اما نتيجة ارتطامها بكتلة خرسانية مرتفعة أو السقوط في حفرة من مخلفات أعمال الحفر والصيانة في الشوارع هذا وإن كان يعود علينا بالربح الوفير إلا أننا لا نتمنى أن نرى سيارة مواطن قد تعطلت من شيء يفترض أنه سيعود بالنفع على المواطن نفسه.
مطلق الهمامي قال أيضا منذ سنة والحفريات قائمة في شارع الملك عبدالعزيز بشكل متواصل في مشروع واحد فقط هذا باستثناء الحفريات من قبل الشركات الأخرى في نفس الشارع أو في الشوارع الفرعية في حي الفهد والمخيم والبد وبقية الأماكن التي تشهد كثافة سكانية.
يفترض والكلام لمطلق أن يتم النظر بجدية في ذلك التشويه الذي تعيشه شوارعنا والضرر الذي يعود على المواطنين جراء التأخير وسوء التنفيذ.
أصحاب المحلات التجارية المطلة على الشارع العام الذي يغلق دائما بسبب الحفريات عقبوا على تصريح رئيس البلدية الذي قال فيه إن التأخر في سفلتة الشوارع يرجع لأسباب فنية خاصة بالطبقة الإسفلتية والعمل على تلافي هبوطها مستقبلا حيث قالوا من يتحمل خسائرنا إذا استمريتم في التأخير فأعمالكم في الشارع تعيق عملنا مع عدم وجود طريق مساند فنضطر إلى تحويل واجهات المحلات على حسابنا فإلى متى.
حرص البلدية على سلامة الشارع من الهبوط يعد خطوة إيجابية منها لو أنها تطبق بقية الإجراءات المثالية من متابعة صارمة لعمل الشركات والتنسيق في مواعيد تنفيذ العمل الذي يستلزم شق وإغلاق الشارع ومحاسبة المسؤولين عن الضرر المترتب عن تشويه الشارع والتأخير في التنفيذ.
|