لم يكن يدور بخلد الكاتب الرياضي الكبير الاستاذ أحمد العلولا عندما أقدم مشكوراً بتدوين الحركة الرياضية لمنطقة القصيم أنه سيصبح يوماً (ما) خصماً لأنصار نادي التعاون.
لا لشيء كان يختزله (العلولا) ضد نادي التعاون ولا لمواقف سابقة كان يسبرها التعاونيون من الاستاذ أحمد العلولا يشمون منها موقفاً مظاهراً لناديهم حيث كان (العلولا) الاعلامي الخلوق المحترم في نظر التعاونيين وغيرهم.
حتى نبش التاريخ الرياضي لمنطقة القصيم وقلب صفحاته فهو بذلك ضرب نهج التعاون وقلبه رأسا على عقب .ونهجهم عدم الاعتراف أو التشكيك في كل الأحداث والبدايات الرياضية لمدينة بريدة خاصة فيما يجمعهم مع شقيقهم الأكبر (نادي الرائد) لأسباب منها سبق الرائد وتفوقه الدائم مما أوجد عقدة أزلية توارثتها أجيالهم. هذه العقدة تولدت من الأحداث الرياضية السابقة التي قادها الرائد.لايرغب التعاونيون التحدث عنها أو إثارتها وهكذا كان دأبهم يتجاهلون التاريخ ويشككون في تفوق خصومهم فيه!!
ولما أقدم المؤرخ الرياضي أحمد العلولا على تدوين التاريخ الرياضي لمنطقة القصيم، وأخذ يجمع المعلومات ويستقي الحقائق من المصادر وأهمها الأندية وممن عاصر فيها بدايات الرياضة في منطقة القصيم لم يرق للتعاونيين ما يقوم به (العلولا) فلم يتعاونوا معه لأنهم يدركون أنه سيجد حقائق حاول البعض طمسها وأنها ستجعل خصمهم وجهاً وضاء للرياضة في منطقة القصيم .ولأن ما عمله الاستاذ (أحمد العلولا) جهد مميز فقد تقاطرت عليه رسائل الشكر وعبارات الثناء من الجميع .إلا أن أنصار نادي التعاون تفاجأوا بالحقائق تخرج من قمقم التاريخ الرياضي.ليحدث لهم (العلولا) صدمة مدوية ذهلوا من وقعها ولسان حالهم يقول: من أيقظ التاريخ..؟! ومن بعث هذا الإرث المطمور؟
وكيف تجرأ هذا (العلولا) ان يوقظه من أحضان الأجداث العميقة في سهول القصيم وكثبانها الرملية حيث كان التعاونيون يدثرونه شتاء ويجلبون له أنواع المبردات صيفاً ليظل غارقاً في نومه العميق فذكريات أحداثه الأولى لا يحبون التحدث عنها ولأن التعاونيين خاصموا التاريخ الرياضي وحاولوا أن يتجاهلوا أحداثه ويشككوا في حقائقه ويطمسوا بعضاً من صفحاته ظناً منهم أنهم قادرون على لي عنقه وتطويعه لما تهواه أنفسهم.
فلم يكن في حسبانهم أن التاريخ سيخرج عليهم بهذا الشكل وأنه لا قبل لهم به!
ولأن التاريخ لايقبل المراء ولا يجدي معه التنصل والهروب لكونه حكما فصلا لذا أعاد التعاون إلى حيث نشأته الأولى ساعة المخاض من رحم الرائد حينما زج بالمولود الأصفر جنوب مدينة بريدة ليعلن بعدها التعاون العقوق للرائد وللتاريخ!
ألا يعلم أولئك ان للتاريخ صندوقا يرصد الوقائع ويدون الأحداث لا تتحكم فيه الأهواء؟
وفي بادرة طيبة ومع التصميم وفق العلولا إلى فك رموز الصندوق ليجد الوثائق بعنوان التاريخ لا يكذب لتنكشف الحقائق ويسقط في أيدي المشككين لأحداث التاريخ المتنكرين لوقائعه ليتأكد للجميع أن جموح الرغبات لا يحجب نبض التاريخ فشكراً من الأعماق لمن كشف النقاب عن الموروث الرياضي بالحيادية المنشودة.
الحقيقة في جعبة التاريخ
خرجت الحقيقة من جعبة التاريخ الرياضي لمنطقة القصيم على يد المؤرخ (أحمد العلولا) في وقت يتوق الجميع لمعرفة الحقائق الموثقة.
ومن الحقائق الثابتة ان بداية ظهور نادي التعاون كان تفرعاً من قاعدة الرياضة في القصيم (نادي الرائد) الذي نال السبق كأول ناد تأسس في المنطقة. تتأكد هذه المعلومة وتستقر في ذاكرة الجيال لأن مصدرها قدماء الرياضيين في منطقة القصيم وممن عايش بدايات الحركة الرياضية في المنطقة.
حصل ذلك عندما انشق أبناء الوابلي عن أهلي بريدة وأسسوا ناديا آخر باسم السعودي ثم باسم الشباب وأخيراً التعاون.
ودعماً لهذه الحقيقة وعلى لسان رئيس أعضاء شرف التعاون وممن عاصر نشأته الشيخ ناصر الرشودي بقوله واعترافه بأن من بين من اسس نادي التعاون أبناء الوابلي لتستقر الحقيقة جلية أمام الجميع أن نادي الرائد أسس أولا ثم تم الانشقاق من أبناء الوابلي لينبثق التعاون من أحضان الرائد.
وهكذا استقى (العلولا) المعلومة الصحيحة الثابتة التي لا يرتقي إليها التشكيك فما عمله (العلولا) أنه وثق التاريخ للناديين ولجميع الحركة الرياضية في القصيم من مصادر موثوقة عاصرت الأحداث.
فأنى للمتأخرين أن يزيفوا التاريخ أو يدعوا غير الحقيقة؟ فعندما تخرج الحقيقة بجهد مدعوم من صناع الأحداث فلا مجال للادعاء بعد ظهور الحقيقة.
| 
