يلاحظ البعض من المختصين والمهتمين في المجال الرياضي اختفاء بعض الأندية التي كانت تعتبر من أفضل الأندية، والتي كانت تساهم كثيراً في دعم منتخباتنا الوطنية بالكوادر الرياضية في مختلف الألعاب. وقد جاءت ردود الفعل من المسؤولين آنذاك حول اختفاء هذه الأندية تحوم حول (تدني الوضع المالي)، وعلى الرغم من أن الحجة منطقية كونها عنصراً أساسياً، إلا أنني أرى أن هناك سبباً جوهرياً غالباً ما يتم إغفاله ونادراً ما يتم معالجته. ويتمثَّل ذلك في مسألة (قصر النظر الرياضي)، حيث إن استقرار الوضع المالي لا يأتي دون أن تكون هناك خلفية رياضية مكتملة. فعلى سبيل المثال عندما يتم التعاقد مع مدرب ويلغى العقد قبل نهايته نتيجة سوء الاختيار وبذلك يضطر إلى تطبيق العقد الذي قد لا تكفي شروطه ما بداخل خزينة النادي.
وقلة الخلفية الرياضية أيضاً تؤدي إلى الاختلاف في وجهات النظر وذلك ظاهرة صحية إذا كان من يعمل في النادي على قلب واحد والواحد مكمل للآخر كما هو الحال في السابق عندما كانت الروح الرياضية بمعناها الحقيقي شعار الجميع، ولكن قلة الخلفية الرياضية في وقتنا الحاضر أصبحت أرضاً خصبة لأصحاب المصالح الشخصية ولا أبالغ إذا قلت إنهم آفة العصر.
من المعروف أن حب الذات يؤدي إلى الدمار والهلاك في بعض الأحيان خاصة إذا كان بعيداً عن الروح الرياضية، وما نشاهده الآن من صراع داخل الأندية ومهاترات عبر الوسائل الإعلامية المختلفة خير دليل على أنهم يعملون لأنفسهم دون النظر إلى الغرض المنشود.
والأمر المحزن حقاً ليس بمن اقتفى وإنما بمن جعل الوضع المالي ذريعة للأخطاء كما هو الحال في معظم الأندية في الوقت الحالي.
إن المحافظة على البناء والتقدم هدفان لا بد أن تسعى إليهما إدارات الأندية من خلال تسخير الجهود عن طريق مراجعة القرار وتقييم الوضع ومحاولة أن تكون جميع الطاقات في النادي تعمل من أجل خدمة الهدف المنشود لمواجهة المنافسات الداخلية والخارجية. ولن يتم ذلك إلا بإيقاف أصحاب المصالح الشخصية عند حدهم، فالبرازيل لم تعد إلى سابق عهدها إلا بعد أن سنَّ بيليه قانوناً يقضي بمنع المصالح الشخصية.
إبراهيم الشريف |