* س: - أحببته من كل قلبي بعد الزواج فهو زوج ذو دين وكرم ويقلب عليه الجد إذا غضب، مع مرور الأيام اكتشفت أنه (مُبهم) ولستُ أدري سبب ذلك وكذا أحسستُ أنه يُدندن، يدعو عليَّ خاصة بعد علمه عني أنني لم أكن أمينة معه بل لستُ أمينة وكررت ذلك، أنا مُتدينة لكن التقوى على حقيقتها ليست كذلك، فلستُ تقية بالمعنى الصحيح المنضبط وان كنت أصبر على الحياة وآلامها لكنه صبر من أجل ذات الحياة والولد وآمال ابنيها على ولدي ومستقبلي، زوجي لا يمكن مناقشته لأنه فعلاً يعلم عني أشياء لا يمكن أن أقره عليها وان كنت فعلتها خوفاً من الفضيحة والطلاق وسوء السمعة، قال لي طبيب أنتِ لديك استعداد للاصابة بالسكر والجلطة المبكرة وذلك بعد تحاليل متكررة،
كيف أصنع في هذه الحياة.. وأنا أعلم انني زوجة في الظاهر؟
ماذا أقول لربي وردائي مليء بعدم الأمانة والسفه وولدي لا أدري حالهم..؟
م.أ.ن.ن.ن.. المجمعة
* ج: - لم أستوعب السؤال تماماً لوجود فقرات تحتاج إلى بسط لابد منه خاصة في الحالة الزوجية الحساسة لأن الزوج هو جنة ونار الزوجة فحق عظيم جليل فجنته جنة وناره نار...
سأنقل بعض الفقرات المُهمة من السؤال ثم أحلل الحالة ثم بعد ذلك أجيب على السؤال، تقولين (مع مرور الأيام اكتشفت أنه مُبهم)، (ولست أدري سبب ذلك)، (أحسست أنه يدندن، يدعو عليَّ خاصة بعد علمه عني أنني لم أكن أمينة معه، بل لست أمينة وكررتُ ذلك) وتقولين بكل صدق:( أنا مُتدينة لكن التقوى على حقيقتها ليست كذلك) وتقولين بكل حق وواقعية:(وإن كنت أصبر على الحياة وآلامها لكنه صبر من أجل الحياة والولد..إلخ..).
يا أخت - م.أ.ن.ن.ن. أنت امرأة مُتدينة وجيدة لكن يغلب عليك العبث بأصول الحياة، وذات ميل كبير نحو العاطفة الشهوانية مبعدة العقل في ساعة وساعات الشهوة العاطفية لتقعي في دائرة عدم الأمانة - والذي نتج عنه أن حياتك إذا فكرت بعقل وتركيز وشفافية لا تساوي حياة أبداً..
وقد صدقت جداً: أنك تعيشين الحياة من أجل الحياة والولد والآمال لأنك تفقدين حق التفكير السليم من كل وجه وتقواك: (صفر بصفر) ولهذا تهاونت تجاه الأمانة واندفعت مراراً بركوب خط الموت، ومن باب اليأس بفلاحك لخطورة وضعك من (جهة الولد) فأنت تسيرين بخطى ثابتة نحو البوار، وتصنعين هذا بيديك فالأمانة التي تذكرين ليست بينك وبين الزوج ومن قال هذا؟!! وفي أي ملة..؟!!
(بل هي بينك وبين الله) لأنه تزوجك بشريعته وحكمه فعدم الأمانة هنا إنما هي نقض تام لما بينك وبين الله سبحانه وتعالى..
وعن حال الزوج فلعله يدري عن هذا ولم يغب عنه ففوض أمره إلى الله الذي يعلم حالك ومآلك لأن الحال هنا بينك وبينه سبحانه وليست بينك وبين الزوج،
ولعل هذا أمراً يغيب عن كثير من الزوجات والا فتدبري مثلاً قوله تعالى عن الزوجة والزوج وحال الزوجة بخيانة ما {وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} وتدبري كذلك حديث ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها)،لستُ أدري هل أهنئك على صراحتك وقلقك وتعظيمك لزوجك وخوفك من لقاء الله، أو أرثي لك لأنك الآن ترسخين في ثمار حياة حافلة بعدم الأمانة مع علمك بخطورة ذلك لست أدري.. هل أهنئ.. أو أرثي..؟!!
لكن أبذل لك وسعي وحقيق على ألا أقصر في هذا نحو حال صاحبتها في فرن ثائر وان جاءت الفكرة منها بعد عمر طويل وذهبت السكرة بعد تساهل وتأويلات نفسية رديئة أردتها في عذاب مُقيم.
آمل ما يلي:
1- مراجعة طبيبة نفسية مسلمة وبيني لها كل شيء فذكر السابق، وحالك مع الزوج بعدم الأمانة وما نتج عن هذا مهما كان هذا جزءاً كبيراً من العلاج لابد منه.
2- تفاني في حق الزوج تفانياً تقياً واعياً أميناً.
3- تعمقي جيداً في حقيقة الحياة:
1- هل هي غاية أم وسيلة.؟
2- الولد هل هم غاية أم وسيلة.؟
3- الصحة ذاتها هل هي غاية أم وسيلة..؟
4- ما حقيقة التقوى والورع..؟
5- وتدبري جيداً بتصور عقلي تام:
1- أمرك في القبر بين يدي السؤال؟
2- أمرك بين يدي الله عند المواجهة؟
هذا يُخفف ( ولا يُزيل) العذاب عنك في هذه الحياة، يُخفف كثيراً آثار ما فعلتيه وأنت في حال فتوة وعاطفة وعدم إلقاء البال للآثار المهلكة.
3- كرري الفحص الدوري (للدم والكبد والغدد اللمفاوية والقلب).
4- (لازمي القرآن) واصدقي في تأمله وتدبره والتأسي به.
5- قدمي العقل لكن السليم التقي على العاطفة الحاضرة، قدمي العقل في الحياة كلها ترين عجباً حتى بعد هذا العمر.
آمل التركيز على فقرة (1) (مراجعة طبيبة نفسية مسلمة) فهذا جزء لابد منه لك في هذه الحال.
|