شكراً من الأعماق أقولها ويقولها الكل لما وجدناه من إعطاء المواضيع الاجتماعية والشبابية من مساحات تساعد على مشاركة من يريد أن يشارك في أي موضوع.. عزيزتي أتدرينَ ماذا لديَّ وماذا يدور في مخيلتي من موضوع حول الشباب هناك عيد دخيل على مجتمعنا لا نعلم من أين أتانا انه (عيد الحب).. لذا تعقيباً على التحقيق الذي أجراه الزميل ياسر المعارك يوم السبت 23-12-1424هـ حول عيد الحب حيث التقى مجموعة من الشباب الذين يقولون حنا مع الخيل يا شقراء.. الحقيقة ان وضع هؤلاء الشباب الذين انجرفوا وراء ما يسمى (بعيد الحب).. اي عيد حب تتكلمون عنه وتتبادلون التهاني فيه.. وضع محزن.. احدهم يرفض الفكرة ويقول:' ان الشباب يركبون الموجة ولو ان هناك عيداً للكذب لاحتفلوا فيه'، اقولها وبكل حسرة ياللأسف على الشباب لقد ضيعوا الشباب عمر الشباب وراء مثل هذه الامور التي هي دخيلة على مجتمعنا الإسلامي ودخيلة على شبابنا خاصة! فالامم تُغزَى عن طريق الشباب ونحن غزانا أعداؤنا عن طريق شبابنا.. نعم الشباب.. الشاب قوة وحيوية ونشاط يريد صاحب هذه المرحلة ان يفرغها وبالتالي يجد مثل هذه الطقوس الغربية علينا وينجرف وراءها.. من أين أتانا هذا العيد؟؟ يقول احد الشباب الذي أُجري الاستطلاع معه: «لا تسألني عنه أنا سأحتفل فيه بدون سبب وسمه تقليداً مثلاً» وحول معرفته بفالنتاين قال: «شبيه للمحب قيس» ان من الحب ما قتل وعيدكم هذا قتلكم أيها الشباب وقتل طموحاتكم وحطمها على صخرة (عيد الحب) الدخيل علينا الذي أتانا؟! ففي هذا العيد الذي يسمونه (عيد الحب) تجد الشباب يقبلون على محلات بيع الهدايا والورود الحمراء ويقومون بشرائها ليهدونها إلى زملائهم أما أصحاب المحلات فتجدهم قد وفروا هذه الورود والامور التي تصاحب عيد الحب لكي يشتريها الشباب ويهدونها، الحقيقة ان مثل هذه الامور يندى لها الجبين ونقول: هل من علاج لها قبل أن تتضخم ويزيد انتشارها بكثرة؟
الشباب أيها المعنيون بالشباب وشؤونهم اشغلوهم عن عيد الحب وغيره من توافه الامور.. اشحذوا هممهم ليرقوا الى قمم الجبال ويخدموا مجتمعهم، عوضوهم عما فقدوه اذا هم يفقدون الحب ويجدون عيد الحب يعوضهم الحب الذي فقدوه فأنتم معنيون بهم..
هل هم يعانون من فراغ عاطفي من قبل ذويهم او اقاربهم او مجتمعهم؟
هل المجتمع يرفضهم؟.. لماذا الشباب وجدوا البعيد يضمهم والقريب يبعدهم؟؟.. لماذا وجدوا في عيد الحب ضالتهم؟.. لماذا القنوات الفضائية أثرت فيهم وأخذت تعرض لهم كل ما يثير شهواتهم ويحرك عواطفهم؟.. أليس من الأولى أن نحتويهم نحن مجتمعهم قبل غيرنا؟.. ماذا أعددنا لشبابنا وماذا أعطيناهم من وقتنا؟.. فلنجعل تركيزنا على الشباب ولا نغفل عنهم فشباب الأمة هم عمادها وهم مستقبلها. ياترى ما هي الاسباب التي تجعل من شبابنا ضحايا لمثل هذه العادات الدخيلة علينا.. اننا نرى شباباً في ريعان شبابهم ضائعين يسبحون في مغريات الحياة وكأنهم خلقوا من أجل ذلك فقط! ياللأسف.. وياللأسف على هؤلاء الشباب...
مرة اخرى عيد الحب ماهي أسباب تخصيص هذا اليوم له والذي يوافق (14 - فبراير) من كل عام هل حاجتهم فعلاً لحب حقيقي أ م انهم يقلدون دول الغرب التي خصصت يوماً له؟! لا شك ان دول الغرب جعلت هذا اليوم عيداً للحب لأنهم يعانون من تفكك اجتماعي وبعد اسري وانانية اما نحن المسلمين ولله الحمد فلا يوجد بيننا هذا البعد الاسري بل العكس، قد تقسو الحياة في وجه الشاب احياناً وهذا لابد لكل شاب من مواجهته ولكن عندما يستعين بربه فسوف يُعِيْنُه على التغلب على مشاكل الحياة وهمومها ومنغصاتها، اما عيد الحب فلن يساعده بل يزيده هموماً وقلقاً وحالة يُرثى لها، لا شك أن ظروف الحياة بالوقت الحالي قاسية وصعبة وتحتاج الى صبر وتحمل، عيد الحب لن ينسينا قسوة الحياة ومشقتها بل القرب من الله هو الذي يساعدنا على مواجهة ظروف الدهر ويجعلنا نقف صامدين في وجهها بإرادة الله سبحانه وتعالى، طبيعة الانسان دائما أنه يبحث عن السعادة وعن اسبابها واذا وجدها عاش حياته هادئة خالية من المنغصات وخاصة الشباب فهم طاقة كما ذكرنا، نعم الشاب من يقدر قيمة الشباب ويجعل بينه وبين اعياد الحب وغيرها من اسباب الانحراف حصناً قوياً.. الشباب بحاجة الى وجود حصن منيع يحميهم بعد الله، حصن يبدأ من المنزل والاسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع واذا وُجد هذا الحصن القوي الذي يحيطهم من جميع الجهات ويعطيهم الثقة ويجعل لهم مخارج بسيطة يتنفسون من خلالها ويجعل لهم دائرة حوار مفتوح ويتبادل معهم الآراء وينزل الى مستواهم العقلي والعاطفي ويرافقهم طيلة مرورهم بهذه المرحلة الصعبة الشائكة فهم سوف ينجحون بحياتهم ويفيدون مجتمعهم ويقدمون الخير لأمتهم ويأخذون بيد كل شاب يمر بمرحلتهم وينتشلونه من هذه المرحلة حتى يتجاوزها.. أليس هذا هو الامر المنشود: (صلاح الشباب وبعدهم عن جميع طرق الانحراف)، اذاً لو حقننا ذلك لما انجرف الشباب وراء عيد الحب واخذوا يتبادلون التهاني بهذا العيد البدعي الدخيل على مجتمعنا وديننا الاسلامي، الغرب اخذوا يغزون الشباب من خلال غزوهم الفكري الذي استهدفهم من خلال افكارهم وعقولهم واستحوذ عليهم ونحن نراقب الموقف من بعد وفينا من يساعد على اقتناص شبابنا.. أليس صحيح ذلك عندما وضع اغلبية الآباء الفضائيات بمنازلهم؟ اعرف شخصاً مستواه التعليمي سادس ابتدائي ويعيش في قرية بعيدة عن الحياة المدنية وآثارها ولكنه لم يسلم من آثار الفضائيات بل قام بإحضار جهاز ستلايت لأبنائه الصغار (وزوجته الأمية) ..جهاز رقمي يأتي بالعالم لهم وهم في قريتهم الصغيرة وياليتهم يتابعون اموراً تفيد بل ينتقلون من قناة الى قناة هو وابناؤه ولديكم اخبار تلك القنوات المنحطة هي والقائمون عليها، فهذا القروي البسيط اثر عليه الغزو الفكري واحضر الجهاز معللاً ذلك:«حتى لا يخرج ابناؤه من المنزل» فأقول له: ليس هكذا تُورد الإبل يا قروي.
مناور بن صالح الجهني الأرطاوية
|