سرَّني وأدخل الفرحة إلى قلبي، كما سرَّ غيري من سكان منطقة حائل، خاصة المسنين والعجائز، ما نشرته صحيفة (الجزيرة) في عددها رقم (11462) الصادر بتاريخ 24-12-1424هـ، عن تبرع الشيخ محمد بن عبداللطيف جميل بمبلغ (ثمانية ملايين ريال) مساهمةً منه في إنشاء مركز جديد للمسنين بمنطقة حائل وتأثيثه مع تجهيزاته الطبية؛ حيث تم توقيع عقد الإنشاء مع شركة (ساماكو بن لادن). وبهذا يضرب الشيخ محمد العبداللطيف المثل الجلي في مد يد العطاء الحقيقي إلى الفئات المحتاجة في هذا الوطن الكبير، دون قصرها على منطقة دون أخرى، لا سيما أن إقامة ومركز أعمال المتبرع في مدينة جدة.كما أعطى درساً عملياً للمشاركة الفاعلة في التنمية الوطنية، التي لا تقف عند الأعمال التجارية ومقاصد الربح المالي، إنما العمل على تحقيق الربح الأسمى بالأجر الرباني، من خلال مرافق الخدمات الخيرية؛ كدار المسنين وغيرها، مؤكداً في الوقت نفسه أنه امتداد طبيعي لوالده الشيخ عبداللطيف جميل (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)، الذي عُرف بتبرعاته الخيرية التي وصلت الأفواه الجائعة والأجساد العارية، وإسهاماته في أوجه الصدقات المتعددة التي أسهمت في رفع سوط المعاناة عن ظهور المحتاجين، ومنعتهم خطيئة السؤال وذل الناس.إن الشيخ محمد بن عبداللطيف جميل بهذا العمل قد جسَّد عظمة التلاحم بين أفراد المجتمع الكريم في ميادين التكافل الاجتماعي، مستلهماً دوره الوطني على خطى والده (رحمه الله)، من خلال الوازع الديني والبعد الإنساني والوعي الحضاري، عندما قدَّم هذه المساهمة لتخفيف المعاناة عن فئة اجتماعية غالية في منطقة حائل، وهم المسنون الذين نرى ملامح تاريخنا خلف تجاعيد وجههم المضيئة، بإنشاء هذا المركز الذي يقع على أربعة شوارع في مدينة حائل، وسيقام (إن شاء الله) على مساحة أحد عشر ألف متر مربع، بإجمالي مسطحات بناء تصل إلى (4225 متراً مربعاً)، ويتكون من أربعة مبان رئيسة؛ هي: مبنى الإدارة، ومركز الإيواء المؤقت والدائم، والخدمات المساندة، والسكن والعلاج الطبيعي، إضافة إلى المسطحات الخضراء التي تتوزع على أرضية المركز لتعطي مسحة جمال طبيعي، هذا ما كان والله المستعان.
محمد بن عيسى الكنعان |