Friday 20th February,200411467العددالجمعة 29 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هدى المنصور.. و(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)!! هدى المنصور.. و(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)!!
فوزية ناصر النعيم / عنيزة

حينما يؤمن الإنسان منا برسالة سامية وعظيمة يجند من أجل تحقيقها وإنجاحها سيلاً من الجهد والوقت والمال، ناهيك عما يواجهه من حروب نفسية قد تثنيه عن عزمه.. قد تضعف إرادته وقد.. وقد.. وقد..! إلا مع هدى المنصور مديرة مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية بالمملكة.. وليس منا جاهل لا يدرك الجهود الجبارة التي بذلتها هذه السيدة لمكافحة أمراض الدم انطلاقاً من إيمانها الأكيد برسالتها العظيمة، وهي المساهمة ما وسعها الجهد في حماية الجيل القادم- بإذن الله- من الإصابة المتوقعة بأمراض الدم الوراثية (الثلاسيميا.. وفقر الدم المنجلي).
جهود جبارة خلال أربعة وعشرين عاما،ً وصلت الى إيمان المسؤولين- جزاهم الله خيراً- بضروة الفحص الطبي قبل الزواج تفادياً لأي خطورة قد تحدث.. واكتفت الجهات المسؤولة -جزاها الله خيراً-أن ثلث سكان المملكة مصابون ومعرضون للإصابة!!.
لم تترك هدى المنصور باباً إلا وطرقته، حتى تصل إلى هذا القرار الذي ربما واجه بعض المعارضات من أصحاب الرأي المعاكس الذين يفضلون الإصابة على الإجهاض، وحينما وصلت هدى لاستراحة المحارب تستعيد نشاطها وحيويتها، وتستمتع بما حققته من نجاحات منحت شهادة إعفاء من هذا العمل ونقلت كيدياً إلى مكان آخر.. لماذا؟!
و(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).. هكذا يكون شكر وتقدير من أفنت كل شيء من أجل إخلاصها في عملها وتحقيق نجاحات عظيمة.. هكذا يقال للمحسن أحسنت.. عجباً والله من انقلاب الأنظمة والموازين.. أصبح الإنسان منا كلما حقق نجاحاً يتحسس أقدامه، هل هو على الأرض أم أن ريحا عاتية اقتلعته من مكانه إلى مكان آخر حيث لا يحدث رجساً!!.
ترى ما هي الأهداف خلف إعفاء هدى المنصور من منصبها ونقلها إلى مكان آخر.. وهل من كان خلف هذا القرار ضد أن يكون هناك إجراء حاسم وتوعية عن هذه الأمراض.. ومن مصلحة مَنْ أن تظل الأمراض الوراثية تنخر في أجساد الأبرياء، لأن قرار ما لم يوافق ميول ما!! لقد أقرت هيئة كبار العلماء ومجلس الشوى ضرورة الفحص الطبي قبل الزواج.. ووزارة الصحة تجاوبت مشكورة مع هذا القرار، وكان ضمن توصياتها أهمية الفحص علما بأنها كانت تنادي بهذا القرار منذ عشرين عاماً، حتى وصلت نسبة المصابين والحاملين للأمراض الوراثية 30% من عدد سكان بعض مناطق المملكة.
إذاً أين مصدر الرفض (ومن الذي يعمل خلف الكواليس لتكون رائدة المشروع موظفة منفية في أحد الأماكن الصامتة.
هل المشروع يكشف عيوباً فادحة في إدارة ما؟
أم أنه يوضح جوانب نقص كبير في هيكلة معينة؟
نتمنى أن نجد إجابة عاجلة لهذه التساؤلات.. ونرجو من وزير الصحة مشكوراً بما عهد عنده من تجاوب سريع أن يكون الرد قراراً صائباً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved