المكرم رئيس التحرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الساعات والأيام والشهور والأعوام هي مراحل العمر وصفحات ندون فيها الأعمال والأقوال قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} «18»سورة ق {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}14سورة الإسراء.
وقال صلى الله عليه وسلم (اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل) ومن هنا يتبين لنا أن الأمر جد ولا وقت ولا مجال للتسويف أو التأخر في اغتنام الأوقات لعمل الطاعات والقربات والتعرض لنفحات الرحمن ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً.
أخي المسلم لابد لك أن تقف مع نفسك وقفة محاسبة لكي تقف على مسيرة حياتك هل هي تسير على الطريق الصحيح أم غير ذلك وهذه المحاسبة يجب أن تشمل جميع ما يحيط بك من عمل وأسرة وأصدقاء ومعارف وأرحام.. فإن كنت متوازناً مع ما سبق ذكره مؤدياً ما أوجبه الله عليك تجاههم من تأدية للأمانة في عملك متابعاً ومربياً لأسرتك واصلاً لرحمك باراً بوالديك محسناً إلى جيرانك وأصدقائك مؤدياً حقوق من لهم عليك من أموال وغيرها.
اطرح على أسرتك أكثر من سؤال لكي تصل إلى مواقعهم وتعرف مالهم وما عليهم وما يحتاجونه قل لزوجتك هل لديك ملاحظات خلال العام المنصرم؟ وهل حصل تقصير مني تجاه تربية أبنائي وتوفير طلباتهم؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تفتح باب الحوار الذي تستطيع من خلاله معرفة مسيرة حياتك مع أبنائك.
وختاماً نهيب بكل من لديه مشكلة أن يسارع في حلها مع زوجته أو جيرانه أو أصدقائه أو أرحامه أم مرؤوسيه وغير ذلك.. ومن كانت لديه عادة سيئة كالتدخين أو السهر أو متابعة القنوات الهابطة فليقلع دون تردد ويسأل الله الثبات ومن كان متكاسلاً عن أداء الصلاة أو بعض الأوقات فليبادر بالتوبة وليحافظ على صلاته جماعة في المسجد.
ومن كان عاطلاً فليذهب إلى السوق ويفعل الأسباب والله تعالى يرزق من يشاء بغير حساب.
ومن أصيب بمرض فلا يقلق ويتوكل على الله قال الشاعر:
كم من عليل قد تخطاه الردى
ومات طبيبه والعوّد
وفعل الأسباب مشروع ويؤجر صاحبه والحذر من التوهم لأشياء لا وجود لها.
أخي المسلم تفاءل بالخير دائماً وأحسن الظن بأخيك المسلم ولا تكن الدنيا أكبر همك فتخسرالدنيا والآخرة وعليك بالوسط والاعتدال في الأمور كلها.. وابدأ بنفسك ثم بيتك ثم الأقرب،فالأقرب بدعوتهم إلى الخير والصلاح وجمع الكلمة ووحدة الصف والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.. اللهم بارك لنا في عامنا هذا واجعله عام خير وبركة علينا وعلى جميع المسلمين إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم..
* بريدة - 2906 |