تلقى سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب طلباً بتخصيص يوم للعائلات في الأندية الرياضية من أحد أعضاء مجلس الشورى يمارسون فيه أنشطة اجتماعية ورياضية وفق ضوابط شرعية واجتماعية محددة. كما طمأن سموه المواطنين بأن هناك توجيها من المقام السامي بعدم تشفير مباريات الدوري السعودي مؤكداً أن الرئاسة استفادت من المباريات غير المنقولة من خلال عقد مع شبكة أوربت التلفزيونية يساهم في دعم مدخولات الرئاسة والأندية مؤكداً في الوقت ذاته أن المنافسة مفتوحة لكل القنوات الرياضية ما عدا قناة رياضية واحدة بسبب مواقفها مع المملكة.
جاء ذلك أثناء اللقاء الذي عقده سموه يوم الاثنين الماضي، مع أعضاء مجلس الشورى، أجاب فيه على الأسئلة التي وجهت له، اثر مناقشة المجلس تقرير الرئاسة العامة لرعاية الشباب للعام المالي 1421-1422هـ، وفي اطار خطة المجلس الرامية لإجراء حوار موسع بين مسؤولي الأجهزة والإدارات الحكومية، وبين أعضاء المجلس سعياً لتعزيز دوره في حياة المجتمع السعودي، حيث طرح (18) عضواً أسئلة علي سموه هم: صالح المالك، ومحمد القويحص، وحسين الدامر، وعلي الخضيري، وفهد العبود، وعبدالله الهذيلي، وعبدالله الحقيل، وأسعد عبده، وعبدالرحمن الشبيلي، ومحمد آل زلفة، وعبدالعزيز الثنيان، وعثمان الرواف، وعبدالله العجلان، ومساعد العنقري، ويوسف ميمني، وحمد الصقير، وحمد القاضي، وعبدالجليل السيف.
وكان معالي رئيس المجلس الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد قد استهل اللقاء مع سموه مرحباً به وقال: (إن الشباب ورعايتهم من كبرى مسؤوليات القيادة في هذا الوطن، وإنه يحظى برعاية من الدولة، تتجسد في جهاز الرئاسة بحيويته، وبطبيعة أدائه، وطموحاته) مبيناً أن الحديث عن الشباب السعودي ذو شؤون وشجون.واضاف: إن الحديث مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، مجال ثر وكبير للنقاش، من خلال المهام التي تضطلع بها، بغية تجسيد الطموحات والآمال، وتشخيص المشكلات، وتلمس العلاج، من خلال هذه الجلسة، التي نأمل أن يثريها سمو الرئيس العام لرعاية الشباب بحديث موسع، يجيب فيه على استفسارات أعضاء المجلس.
ورداً على سؤال عن خصخصة الأندية الرياضية أوضح سموه، أن الخصخصة لن تتم في القريب العاجل، وأن الدراسة المتأنية لخصخصة الأندية الرياضية السعودية، يجب أن تراعي طبيعة المجتمع السعودي، مبيناً أن المجلس الاقتصادي الأعلى يدرس الآن هذه المسألة. مشيراً في الوقت ذاته أن (10) مكاتب استشارية ساهمت في دراسة هذا الموضوع.
وقال سموه (إن هناك قصوراً إعلامياً، في متابعة نشاطات بيوت الشباب المنتشرة في جميع أرجاء المملكة، وإن مليون شاب سعودي استفادوا حتى الآن من خدمات بيوت الشباب، بمعدل مائة وأربعين ألف شاب سنوياً بيد أن سموه أقر بتوقف نشاطات بيوت الشباب بعض الوقت، وعزا ذلك إلى قلة الاعتمادات المالية، فيما كشف عن تعثر استكمال انشاء استاد مدينة جدة، لأن الشركة اليابانية التي تقدمت بطلب تمويل المشروع، طالبت بأن تكون التكاليف من البترول، بينما تمنع أنظمة المملكة ذلك وقال: (إن المجال مفتوح أمام الشركات الوطنية لتنفيذ هذا المشروع).
كما كشف سموه النقاب عن مشروع جديد وهو انشاء مدينة رياضية في عرعر تضم منشآت لكل الأنشطة والألعاب الرياضية.
وصحح سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز معلومة صرف (80%) من ميزانية الرئاسة على صيانة وتشغيل الأندية الرياضية، موضحاً أن هذا غير صحيح، فقد خفضت وزارة المالية التكاليف بنسبة (28%) ورفض سموه فكرة أن تتولى الأندية بنفسها صيانة منشآتها الرياضية، فيما تبين أن إنشاء هيئة أو لجنة للبت في أخطاء التحكيم في المباريات الرياضية، أمر غير مجد، لأن أخطاء التحكيم تبقى ما بقيت كرة القدم. وأعلن سموه عن أن الرئاسة ستنشئ اتحاداً للإعلام الرياضي يكون من ضمن أدواره الفصل في المشاكل التي تدور في أوساط الإعلام الرياضي.
وبيَّن أن الأندية الأدبية، وجمعية الثقافة والفنون، هما الجهازان الوحيدان من أجهزة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، اللذان ارتبطا بوزارة الثقافة والإعلام بعد انشاء هذه الوزارة، بينما ظل النشاط الثقافي في الأندية الرياضية مرتبطاً بالرئاسة.
وانتقد سموه طريقة تعامل بعض روساء الأندية الرياضية مع التعاقد مع اللاعبين غير السعوديين، ونلقي باللائمة عليهم لأن بعضهم يقع في أخطاء التعاقد مع لاعبين قَلّ أن يستفاد منهم، فضلاً عن ظهور مشكلات تؤدي غالباً إلى اخفاق عملية التعاقد، مما يستدعي تدخل الرئاسة لفض الاشتباك.
وكشف عن أن مسوؤلية مركز الملك فهد الثقافي بالرياض: انتقلت إلى وزارة الثقافة والإعلام، مجيباً سموه بذلك على سؤال عن الخطط المستقبلية للرئاسة للاستفادة من هذا المركز، الذي يعد أحد المعالم الثقافية في العالم، وليس في مدينة الرياض فحسب.
وإجابة على سؤال عن نشر مزاولة الرياضة بين كل فئات المجتميع السعودي ولكل الأعمار، أفاد سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، إن الرئاسة تولي هذا الجانب أهمية بالغة، من خلال خططها الخمسية المرتبطة بما يعتمد للرئاسة من مبالغ مالية.
وأوضح سموه أن الرئاسة لم تشترك في دراسة ضم الثقافة، إلى وزارة الإعلام، وذلك رداً على سؤال عما إذا كان سموه يرى أن هذا الضم، فيه إثقال على الإعلام، وتشتيت الثقافة، وتفريغ الرئاسة من مضمونها، مشدداً سموه على أن فكرة الضم جيدة، وأعرب عن أمله في أن ترى النور قريباً وزارة خاصة بالثقافة.
وحمّل الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الأسرة السعودية والمدرسة مسؤولية ضياع الشباب، وتناول دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في هذا الجانب، مؤكداً أن هذا من صميم رسالة ومسؤولية الرئاسة.
كما تطرق سموه إلى تقرير لجنة الشؤون الثقافية والإعلام عن تقرير الرئاسة محل النقاش، مرحباً بالانتقادات التي وجهتها اللجنة للرئاسة، ومثنياً على دور اللجنة في تقييم أداء الرئاسة، فيما جدد الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز ارتياح الرئاسة، لنقل خبراتها الثقافية إلى وزارة الثقافة والإعلام.
ومن جانب آخر أقر المجلس الأحد الماضي دراسة نظام بنك التسليف الجديد في ظل تأكيدات أعضاء المجلس على أهلية المقترض ونظافة سجله من مؤسسات الأقراض الحكومية وضرورة تعاون الجهات الحكومية مع البنك لاستيفاء القروض. وشرع المجلس في جلسته الأحد الماضي بدراسة التصميمات والرسوم البيانية. هذا وسوف يستكمل المجلس دراسته في الجلسة القادمة تمهيداً للتصويت اضافة إلى عدد من الموضوعات الموضحة في جدول الأعمال.
|