من طبيعة الإنسان ومن فطرته السليمة حبه للخير بشكل عام, والسعي لذلك والعمل من اجل ذلك, وبالطبع ليس كل البشر يقومون بذلك, ولكن هناك الكثيرون في أنحاء الارض في مشارقها ومغاربها يقومون بذلك على مدار الساعة ويدفعهم لهذا دوافع مختلفة يعتبر اسماها وارقاها الدافع الذي يدفعنا كمسلمين لحب الخير ألا وهو ابتغاء وجه الله سبحانه ونيل رضوانه.
وهكذا كان عمل الخير جزءاً لا يتجزاً من البنيان الإسلامي, وقد حث الإسلام الحنيف على بذل كل ما يمكن من غال ورخيص وحتى بذل النفوس من اجل نصرة الحق والوصول لرضا الله تعالى.
إن مجالات التطوع موجودة في كل نواحي الحياة, والإنسان له ان يختار وفق ما يناسب مؤهلاته, وإمكاناته ومقدراته وأعماله ونفسيته, فالأمر واسع وكبير والثواب جزيل من عند الكريم.
إن التطوع وفعل الخير دون انتظار مردود دنيوي هو امر كبير لا يقدر عليه إلا ذوو النفوس الكبيرة والهمم العالية والقدرات الكبيرة, أما الضعاف وأشباههم وخصوصاً ضعاف النفوس فلا يقدرون على شيء من ذلك.
يجدر بنا ان نفرق بين تطوع يهدف لإرضاء الله عز وجل, وبين تطوع يهدف صاحبه للمفاخرة والمباهاة والرياء او محاولة كسب رضا ارباب العمل وغيرهم للحصول على منافع دنيوية زائلة او سلطوية, فهذا الأخير ليس تطوعاً بالمعنى الدقيق وإنما هو مصالح ومنافع وطلب نفوذ وسلوك قد يصل الى درجات الانتهازية وما أكثرها وان كان فيه نفع للعموم لكننا نتحدث عن التطوع الذي كله خير للمتطوع وللامة جمعاء.
إذ هو الذي يسمو بالإنسان ويعلو به ويرتفع به ويعبر عن صفو نفسه, وسمو غاياته, وعلو همته, وارتفاع شأنه بشكل حقيقي.
لقد ضرب لنا السلف الصالح خير الأمثلة بذلك, ونرجو ألا تفقدنا الحضارة الاقتداء بهم في أفعالهم الطيبة, فالمال ليس كل شيء ونيل رضوان الله تعالى هو غاية لا يدركها إلا من التزم خط التقوى.
وعمل بما ينجيه في الأخرى, فكم من عامل مات فإذا بعمله لا ينفعه، وكم من جامع صار ما جمع وزراً عليه، فاعمل لنفسك واسع في خلاصها بالتقوى والعمل الصالح ومن ذلك العمل التطوعي المبارك, والله من وراء القصد.
|