* إعداد - عبدالكريم الرويشد:
قال: إنه اقتنى عدة كتب في تعبير الأحلام، ووجدها كثيرة ومتنوعة لمعاصرين وقدامى، ومتنوعة التبويب؛ فمنها ما هو بالحروف الهجائية المبتدئة بالألف والمنتهية بالياء، وبعضها بالحروف الأبجدية، والبعض الآخر مبوب بالمادة؛ كالإنسان وأعضائه وأجزاء الأعضاء والحواس، أو الأرض وما حوت من مخلوقات ونباتات ومياه، وهكذا.
واستطرد قائلاً: إنه بدأ في تطبيق ما في هذه الكتب على ما يُروى عليه من أهله وزملائه وأصدقائه من رؤًى أو أحلام أو أضغاث أحلام. لكنه علم من المقدمات في الكتب أن على مَن أراد أن يكون معبِّراً للأحلام أن يكون عالماً بأمور كثيرة، أبرزها معرفة القرآن الكريم وتفسيره، وكذلك الحديث والفقه والتوحيد، وفهم أمور الحياة من اقتصاد وزراعة وعلم الفلك والجغرافيا والتاريخ، وما إلى ذلك من علوم تُعين على تعبير الرؤى، إضافة إلى أن الأحلام تختلف حسب رؤيتها في أي من فصول السنة؛ فإن الحلم الواحد إذا رؤي في فصل ثم رؤي في فصل آخر يكون له في كل فصل تعبير يختلف عن الفصل الآخر.
ويستطرد قائلاً: إنه ملَّ من كثرة القراءة لهذه التفسيرات، وشعر بأنه لا جدوى من تعلُّمها، خصوصاً حينما قرأ تعبيراً معناه أن هناك شراً دانياً؛ أي سيقع.
وكذا مَن رأى شرائح لحم فمعناه أن هناك شراً لائحاً؛ أي قريب الوقوع.
ونظراً لأن الكثير من الناس هذه الأيام مهتمون اهتماماً بالغاً بمعرفة تعبير أحلامهم، وذلك مما نسمعه في محطات المذياع والفضائيات، وما نقرأه في الصحف والمجلات؛ فإن الرؤيا والأحلام وأضغاث الأحلام لا يُعبِّرها إلا مَن هو في مستوى الشيخ الشعراوي رحمه الله، والأجدر بنا ألاَّ نقيم اهتماماً بما نراه في منامنا؛ لكونه إحدى ثلاث:
1- إما رؤًى صادقة، وهي جزء من 46 جزءاً من النبوة، وسيتحقق الرائي بنفسه في وقت من الأوقات من رؤياه.
2- وقد تكون خلجةً من خلجات النفس تتصور له حلماً في المنام يحققه بما أنه لم يتمكن من تحقيقه على أرض الواقع.
3- وقد يكون أضغاث أحلام يتمثلها الشيطان في المنام.
وعلى العموم، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم أمر كل مَن يأوي إلى منامه أن يستعيذ بالله من الشيطان، ثم يبسمل ويقرأ آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، ويردد ما يفتح الله عليه من الأذكار.
وإذا رأى في المنام ما يسرُّه فليحمد الله، ومَن رأى خلاف ذلك فلينفث عن شماله ويقول: أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسله من رؤياي أن ينالني منها أذًى في ديني ودنياي، ثم يقول: الحمد لله الذي ردَّ إليَّ روحي، وعافاني في بدني، وأذن لي بذكره، لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ثم يركع ركعتين ويطلب العفو والعافية.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
|