* مرات - تحقيق - إبراهيم الدهيش:
ما إن تزور أي مدينة من مدن مملكتنا المترامية الأطراف، وخاصة ذات الجذور الضاربة في أعماق التاريخ، إلا وتصادفك تلك اللوحة الإرشادية التي تقول: (الديرة القديمة).
وعندما تلج إلى أسواقها وأزقتها تشم من خلال أطلالها وأسوارها وقلاعها رائحة الأمس وعبق الماضي البعيد، فتعود بك الذاكرة تلقائياً إلى الوراء سنوات خلت.
فالأسواق خلت، والأزقة هجرت، والأسوار تهدمت، والقلاع بها من عوامل التعرية ما بها، إلا من بعض المساكن التي أصبحت ملجأً للعمالة المتخلفة، ومرتعاً لتجمعات السوء والظلام!!.
هذه الصورة البائسة لتلك القرى (التاريخية) التي قدمت نفسها ثمناً للتحديث جعلتنا ومن خلال (شواطئ) نطرح التساؤل التالي:
ما الحلول المقترحة للحفاظ على هذا الإرث من الاندثار؟ ومَن الجهة المخولة بالحفاظ برأيك؟
- في البداية تحدث لنا المؤرخ والأديب الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن بن دهيش قائلاً: مَن منا لا يتوق لمرابع الصبا، ومَن منا لا يتحسر على ذلك التاريخ المتمثل في تلك القرى التاريخية وأبنيتها تتساقط بالقدم واحداً تلو الآخر، وسيأتي اليوم الذي تتساوى كلها بالأرض. أما بخصوص الحلول للحفاظ عليها، فذاك يتطلب جهوداً كبيرة ومضنية؛ ولذا أتمنى لو تتم المحافظة على سوق القرية والسور والقلاع وبعض المواقع ذات العمق التاريخي مثلاً. هذا برأي أفضل من إهمالها كلها، وبالنسبة للجهة المخولة، فلا أرى أفضل من البلديات والهيئة العليا للسياحة.
- وفي ذات السياق، تحدث الأديب والمؤلف التراثي الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز الضويحي فقال: حقيقة هذا الموضوع يلامس الوجدان ويعود بنا إلى الوراء سنوات؛ فالقرى ذات العراقة التاريخية بدأت في الاندثار بأبنيتها وأسواقها وأسوارها، ولم يتبق سوى أطلالها. ووعي المواطن بأهمية الموروث، وبالتالي المحافظة عليه، كفيل بأن نبدأ في المحافظة على هذا الإرث العظيم من خلال التكاتف والتكافل كواجب وطني، ولا بأس من مساهمة بلديات تلك المدن والهيئة العليا للسياحة بما يكفل لنا إعادة هذه القرى لسابق عهدها من خلال عمليات الترميم والتحسين والمحافظة.
- أما الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله الدايل صاحب (متحف الدايل) فيقول: زرتُ كثيراً من القرى، خاصة ذات الماضي البعيد، فهالني ما رأيت: بيوت طينية متهدمة، وقلاع شاخت، وأسوار تساقطت ومعها سيندثر تاريخ حافل بالكثير من المعطيات. ومن أجل ذلك يلزمنا أن نلتفت لهذا التراث أسوةً بما يحدث في كثير من الدول؛ حيث المحافظة على الأمكنة التاريخية من أسواق ومبانٍ وقلاع. ولا أرى مناسباً لذلك سوى الهيئة العليا للسياحة، وهي الهيئة الفتية الجديدة المتجددة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان -حفظه الله- فهي المخولة بالمحافظة والمتابعة.
|