* الخرج - منصور السعيدان:
تكتسب محافظة الخرج مكانة مرموقة لموقعها المتميز وثرواتها الزراعية منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، ولا أدل على ذلك من قصر الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - والذي يقف شامخاً يحكي لنا قصة العشق لهذه المحافظة، حيث كان يقضي - رحمه الله - استراحته الأسبوعية فيها وسط البساتين الزراعية والعيون والمياه الجارية.
حيث أمر -رحمه الله- بعدما انتهى من بناء قصر المربع في عاصمة ملكه الرياض أمر ببناء هذا القصر له في محافظة الخرج.. (شواطئ) تروي اليوم قصة بناء هذا القصر:
حيث تم ذلك في عام 1359هـ، واستمر البناء لمدة سنة كاملة تقريبا، وهو يتكون من: خمس وحدات متماثلة من حيث التصميم ومواد البناء وعدد الطوابق، الواحدة يبلغ طولها 30 مترا،ً وهي مربعة تقريباً، وتتكون من طابقين، ويمتد السور العلوي فيما بعد للطابق الثاني.
وفي الدور الأول انتشرت الفتحات المستطيلة للانارة الطبيعية في الثلث العلوي من الجدران الخارجية، ومقاسات هذه الفتحات (50*30سم)، ويقابل كل فتحة من هذه الفتحات نافذة كبيرة في الثلث السفلي من الدور الثاني، ويبلغ مقاسها (150*70سم)، وقد اضفى هذا التقابل بين صف الفتحات الصغيرة في الدور الأول والنوافذ الكبيرة في الطابق الثاني على المبنى من الخارج آية من الجمال.
ويبلغ اتساع فتحة الباب ثلاثة أمتار، وهو عرض الممر الذي يبلغ طوله 9 أمتار تقريبانً أما الباب فزخرف بالزخرفة العربية.
وهناك تماثل بين الطابقين الأول والثاني في كل شيء، وقد نلاحظ وجود زخرفة مثلثة عبارة عن مثلثات مفرغة، وفي مستوى أقل منها توجد مثلثات بارزة، الأولى بقصد الانارة للغرفن والثانية بقصد الزخرفةن كما يوجد درج عرضه متران، يصعد منه الى الطابق الثاني، وقد سقفت هذه الأبنية بالخشب وجريد النخل بشكل هندسي جميل.
كما يوجد بناء آخر يبدو أنه آخر الأبنية السابقة، وهو مطلي بالجص به نوافذ كبيرة، شبابيكه من الزجاج، ويتكون من طابقين، وهذا المبنى يتكون من جناحين.
وفي الناحية الشمالية يوجد مدخل للقصر، وعلى جانبي المدخل يوجد حجرتان جانبيتان (3*4)، ومنه تصل الى ممر صاعد وهو مبني من الحجر والأسمنت حتى تصل الى الدور الثاني من المبنى السابق، ويتعامد عليه لكنه لا يوصل اليه، ويبلغ سمك جدران الممر 80سم، ويلاحظ أن هذا الممر الصاعد قائم على أعمدة تطول شيئا فشيئا، والمسافة بين كل عمود وآخر تحليها دخلة كبيرة هي الأخرى في تماثل مع ارتفاع الأعمدة، حتى تنتهي في النهاية بفتحة كبيرة تمر من تحت الممر العلوي لتوصل الى الناحية الجنوبية.
ومن هنا نلحظ روعة التصميم وفن الابداع في بناء هذا القصر العملاق، والذي يقف شاهداً على العصر.
|