* برلين - من ليون مانجاسريان وأندرو مكاثي - د ب أ:
تجاهل زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يوم الاربعاء الانتقادات التي وجهها أعضاء آخرون في الاتحاد الاوروبي للقمة الثلاثية التي عقدوها في العاصمة الالمانية برلين وطالبوا بإجراء إصلاحات حاسمة لرفع معدل النمو واستحداث منصب جديد للاشراف على اقتصاد أوروبا.
وأبرز تقرير صادر عن حكومات الدول الثلاث الحاجة الملحة للتحرك بقوله (الحقيقة اليوم هي إنه إذا لم يتخذ كل الدول الاعضاء إجراء عاجلاً.. فستفشل أوروبا في تحقيق.. المستهدف من فرص العمل حتىعامي 2005 و2010). وطالب التقرير بأن يتخذ الاتحاد الاوروبي إجراء سريعاً لمواجهة تراجع عدد السكان وزيادة نسبة كبار السن بينهم الامر بما سيؤدي إلى زيادة الضغوط على نظم التكافل الاجتماعي المرهقة بالفعل. وطالب شيراك باتخاذ إجراءات على مستوى الاتحاد الاوروبي لدفع الاوربيين إلى انجاب مزيد من الاطفال في هذه القارة التي تعرف باسم القارة العجوز.. ويقول مسؤولون في الاتحاد إن قضايا العراق والصراع العربي الاسرائيلي وانضمام تركيا المحتملة للاتحاد الاوروبي ستناقش أيضاً. ومن المنتظر أن ينضم للاتحاد الذي يبلغ عدد أعضائه حالياً 15 دولة عشر دول أخرى في الاول من أيار - مايو المقبل.
ولم يبذل الرئيس الفرنسي جاك شيراك أي محاولة لتهدئة المخاوف بتجاهله انتقادات وجهتها إيطاليا وأعضاء آخرين في الاتحاد الاوروبي لم تدع لحضور القمة.
وقال شيراك: (أعتقد أن من الطبيعي جداً أن تلتقي دولنا الثلاث التي تنتج 50 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي للاتحاد الاوروبي (وأضاف إنه يريد أن تنقل نتائج القمة التي ستستمر يوماً واحداً إلى المفوضية الاوروبية وأن تشكل أساسا لقمة الاتحاد التي ستعقد يوم الاثنين المقبل). وأثارت القمة التي تقتصر على زعماء الدول الثلاث والسرية التي يحاط بها الجزء الذي يتسم بالحساسية منها حكومات أوروبية أخرى ومخاوف من أن برلين وباريس ولندن تحاول السيطرة على عملية صناعة القرار داخل الاتحاد الاوروبي. وتجنب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في بيانه الافتتاحي الحديث عن الجدل السياسي المتزايد بشأن القمة وركز على جدول الاعمال الرسمي المتعلق بالاصلاحات في مجالي الاقتصاد والعمل. وكان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني أول من سارع إلى انتقاد القمة ووصفها أمام الصحفيين في روما بأنها (فوضى كبيرة) مشيراً إلى أن أوروبا ليست في حاجة إلى أي قيادة.
ورغم عدم إدلاء الزعماء الآخرين في الاتحاد الاوروبي بتعليقات مماثلة لما صرح به برلسكوني إلا أنه أصر على أنهم يساندونه. وقال برلسكوني (الجميع في أوروبا عدا الحكومات الثلاث المشاركة (في القمة وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) يشاركونني الرأي). وانتقدت وزيرة الشؤون الاوروبية في بولندا دانوتا هويبنر القمة أيضاً قائلة (من الأفضل دائماً أن نلتقي على المائدة نفسها). ولكن بيلا أندا كبيرة المتحدثين باسم شرودر رفضت تلك الانتقادات قائلة (آخر شيء يمكن أن يعقد هذا الاجتماع من اجله هو الزعامة فكل الانتقادات ليس لها ما يبررها).
إلا أن ألمانيا وفرنسا تعتبران المحرك للاتحاد الاوروبي منذ معاهدة روما عام 1957 التي أنشئ الاتحاد بموجبها. ويشير عديد من المعلقين حالياً إلى أن الدولتين تدركان أنهما لا تستطيعان إدارة الدفة مع توسعة التكتل ليضم 10 أعضاء آخرين.
وتأكد ذلك عقب انقسام الاتحاد بعد رفض فرنسا وألمانيا القوي لحرب العراق العام الماضي. ورغم معارضة الرأي العام في أوروبا للحرب على نطاق واسع فإن حكومات عدد من الدول منها بريطانيا وأسبانيا وإيطاليا ومعظم دول أوروبا الشرقية المرشحة للانضمام للاتحاد ساندت الولايات المتحدة في الحرب. وقال شرودر: إن الرسالة الاساسية للقمة هي أن الاتحاد الاوروبي يحتاج لوضع أولويات من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والتعامل مع ارتفاع معدل المسنين. وأضاف شيراك أن الاتحاد الاوروبي يحتاج لسياسات تهدف إلى تعزيز معدل المواليد المتراجع في أوروبا.
وتعبر مباركة برلين لبلير كأحد أضلاع القيادة في الاتحاد الاوروبي عن إصرار ألمانيا على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة قبل زيارة شرودر للبيت الابيض الاسبوع القادم لاجراء محادثات مع الرئيس الامريكي جورج بوش.ويريد بلير استعادة مصداقية بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي واستغلال الو ضع الاقتصادي غير الصحي لكل من ألمانيا وفرنسا لدفع إصلاحات السوق في الاتحاد برمته.
ويحرص شيراك على انتهاز فرصة القمة لتجاوز آثار حرب العراق لاسيما وأن باريس كانت الهدف الرئيسي لغضب الولايات المتحدة بشأن موقف الحلفاء المناهض للحرب.
|