* القدس المحتلة - الوكالات:
يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون خلال المحادثات التي بدأها أمس الخميس مع مبعوثين أرسلهم الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى كسب تأييدهم لمقترحات بتفكيك معظم المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، لكن خطة شارون لا تتضمن ذلك فقط ففي مقابل هذا التفكيك سيسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى توسيع المستوطنات القائمة حاليا في الضفة الغربية.. ويتردد أن المبعوثين الأمريكيين سيرفعون تقريرا لإدارتهم حول ما إذا كان ينبغي لها استقبال شارون وذلك وفقا لتجاوب رئيس الوزراء الإسرائيلي مع طروحات واشنطن التي تستهدف بصفة خاصة إبقاء خططه ضمن إطار خارطة الطريق..
وقالت مصادر دبلوماسية إن اليوت ابرامز وستيفن هادلي مستشاري الأمن القومي للرئيس الأمريكي بالإضافة الى وليام بيرنز مسؤول الخارجية الأمريكية سيحثون شارون على الالتزام بأكبر قدر ممكن بخارطة الطريق لإقرار السلام مع الفلسطينيين التي ترعاها واشنطن.
وقالت مصادر سياسية قريبة من شارون إنه يريد الترتيب لتاسع اجتماع في البيت الأبيض مع بوش منذ توليه السلطة في عام 2001 وتخفيف مخاوف الولايات المتحدة بشأن تشييد إسرائيل لجدار عازل على أراض بالضفة الغربية يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
ويرى الفلسطينيون أنه بموجب خطة شارون لفك الارتباط من جانب واحد التي تعهد بتنفيذها إذا فشلت (خارطة الطريق) فإنه من المتوقع أن تقوم إسرائيل بمبادلة غزة بسيطرة دائمة على مناطق في الضفة الغربية تحتوي على مستوطنات رئيسية.
وقال مصدر دبلوماسي (سيحاول المبعوثون إبقاء إسرائيل بقدر الإمكان في مسار الخطوات المتبادلة التي أوجزتها خارطة الطريق والتي مازالت تمثل سياسة الولايات المتحدة).
وتدعو خطة السلام إلى إنهاء أكثر من ثلاث سنوات من المصادمات الدامية واتخاذ إجراءات متبادلة لبناء الثقة تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية بحلول عام 2005.
وسبق هذا اللقاء قيام وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، يوم الأربعاء، بكشف النقاب عن الشروط التي وضعها الأمريكيون بشأن خطة فك الارتباط عن الفلسطينيين، ونسب موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الانترنت إلي شالوم قوله أنه لا يمكن لخطة فك الارتباط أن تتعارض بأي شكل من الأشكال مع (خريطة الطريق)، ولا يمكن لها أن تتضمن نقل مستوطنين من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، أو ضم مناطق من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
والتقى الوفد الأمريكي الذي وصل إلى إسرائيل يوم الأربعاء، بمدير ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، دوف فايسجلاس.
وطرح الوفد الأمريكي أمام فايسجلاس تحفظات الولايات المتحدة على خطة فك الارتباط، ومن بين هذه التحفظات معارضة نقل المستوطنين الذين سيتم إجلاؤهم من قطاع غزة إلى الضفة الغربية ومعارضة خطوات ترمي إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة (واشنطن بوست)، مساء الأربعاء، عن مصادر في الإدارة الأمريكية قولها، إنه على الرغم من الضغوط الإسرائيلية التي مورست لتوجيه دعوة إلى شارون لزيارة الولايات المتحدة، فإن الادارة الامريكية رفضت ذلك إلى أن يتم التوصل إلى تفاهم حول خطة شارون.
ووفقا للتقرير، فإن ديوان رئيس الحكومة لم يفلح في هذه المرحلة بالحصول على موافقة أمريكية لزيارة شارون، ما لم يتم التوصل إلى تنسيق كامل بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول خطة فك الارتباط في قطاع غزة.
وسيقرر المسؤولون في واشنطن ما إذا كانت الظروف قد تهيأت لزيارة شارون، بعد عودة الوفد الأمريكي إلى واشنطن فقط.
وفي المقابل، تعتزم القيادة الإسرائيلية شن (حملة) على واشنطن.
ويتوقع أن يقوم وزيرا الدفاع والخارجية الإسرائيليان بزيارة إلى الولايات المتحدة.
هذا وقد تظاهر أكثر من خمسة آلاف من المستوطنين اليهود مساء الأربعاء احتجاجا على ما يعتزمه شارون من إجلائهم من مستوطنات قطاع غزة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية. ودعا المتظاهرون إلى استقالة شارون.
|