تلقيت - عبر الإيميل - رسالة من مواطنة سعودية تقول فيها:
(أنا بنت من بنات البلد لدي فكرة لاقت إعجاب أفراد أسرتي، وهي عبارة عن إقامة مدينة ترفيهية خاصة بالشباب في مدينة الرياض، وتشرح المرسلة روعة هذا المشروع في النقاط التالية:
1- ندرة المشروع، لأن المدينة ستكون مدينة صغيرة من نوع خاص، لا تحتاج إلى آلات كثيرة، ولا إلى ألعاب معقدة وخطيرة كتلك التي نراها في الملاهي.
2- أن تلك المدينة سوف توفر للشباب مكاناً مناسباً للراحة، وقضاء أوقات الفراغ في ألعاب وأنشطة تفيدهم وتسليهم.
3- ان قيامها سوف يتيح فرص عمل لأولئك الشباب العاطلين عن العمل.
4- إقامة المشروع على مساحات صحراوية غير مملوكة لأحد، ولا يستفاد منها وتقع في أطراف المدينة.
5- أنها سوف تضيف شيئاً جديدا لمدينة الرياض وقد تجذب سكان المناطق الأخرى لزيارة العاصمة ونقل هذه الفكرة لمدن أخرى.
وقد طلبت صاحبة الاقتراح أن أدلها على الجهة التي يمكن أن تتبنى هذا المشروع، وأبدت رغبتها واستعدادها في وضع تفاصيله والمساهمة في تصميمه.
هذا هو مضمون الرسالة التي تلقيتها من الأخت الكريمة، أو بعبارة أدق أبرز وأهم ما ورد في تلك الرسالة.
وبداية أود أن أؤكد حاجتنا الماسة في المدن الكبيرة إلى مدن أو مراكز ترفيهية تخص شريحة الشباب السعوديين والمقيمين ويكون الدخول إليها بأسعار معقولة ومناسبة، وتحظى برعاية واهتمام الجهات المسؤولة، ويمكن أن يسند إدارتها عن طريق التعاقد مع المؤسسات والشركات العاملة في مجال السياحة والترفيه. ربما تقصد صاحبة المقترح توفير رياضة الراليات على الطرق الترابية والرملية، أو رياضة هواة الطيران، التحكم عن بعد،أو غيرها من الرياضات المفيدة والمثيرة للشباب.
فكرة المقال المقترح جديرة بالاهتمام وخصوصاً أنه يحاول معالجة أمر يتعلق بالشباب الذي يشكل أكثر من 50% من المجتمع، ونحن بدورنا نسوق هذه الفكرة أو هذا المقترح للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والهيئة العليا للسياحة، ولأمانة العاصمة، وإلى رجال الأعمال لدراسة هذه الفكرة واتخاذ اللازم لتفنيذها. فهي - في نظري - فكرة جيدة ومطلب لشباب عاصمتنا الحبيبة وكافة المدن الأخرى في بلادنا.
ولعل مدينة الرياض - بصفة خاصة - أحوج من غيرها إلى المدن والمراكز الترفيهية والاجتماعية وزيادة المسطحات الخضراء والمتنزهات، وذلك بحكم موقعها الجغرافي وظروفها المناخية، بما يحقق الاستغلال الأمثل لفراغ الشباب وبشكل منظم ومدروس يتناسب مع أعمارهم واهتماماتهم وميولهم في ظل قيمنا الإسلامية الفاضلة، وعاداتنا الاجتماعية العريقة.
وأدعو الله - سبحانه وتعالى - أن يوفق المسؤولين لتوفير المزيد من هذه المتنزهات والمراكز الترفيهية والاجتماعية متعددة الأنشطة حول جميع المدن الكبيرة التي تشهد كثافة سكانية، ونشاطاً عمرانياً، وحركة تجارية، وامتداداً جغرافياً سريعا، والعمل أيضاً على تقنين منح الأراضي الشاسعة المحيطة بالمدن الكبيرة.
والله الهادي والموفق.
( * ) مجلس الشورى
|