عندما كان (فكري أباظه) يكتب في العشرينيات الميلادية مقالاً في (الأهرام) كان باعة الصحف في الشوارع ينادون على الجريدة مقرونة باسمه.. فقد كان مقاله الساخر يبيع الجريدة أكثر من أي خبر.. وكان يكتب المقالات دون مقابل مادي رغم أنها ترفع توزيع الجريدة كثيراً وتجعله يبلغ عشرات الآلاف من النسخ..!
اكتفى (فكري أباظه) بالشهرة التي صنعتها له (الأهرام)، ثم أصبح بعد ذلك يتقاضى الكثير مقابل كتاباته الساخرة اللاذعة.. وانسحب ذلك على كتاب آخرين جاروه فيما برع فيه وأصبحوا متفرغين للكتابة ويعيشون من دخلها.. وهم غير أولئك (الهواة) الذين يرددون دائماً أن الكتابة لا تؤكل عيشاً..!
إلا أن الأمر تطور كثيراً.. ففي السنوات الأخيرة بدأت ظاهرة جديدة وهي أن بعض الكتاب والشعراء لا يكتفون بما يحصلون عليه من مكافآت للمقالات والقصائد بل أنهم باتوا يطلبون مقابلاً مادياً للحوار الذي يُجرى معهم، لأنهم يرون أن أسماءهم اللامعة يجب أن تقدر.. كما أن الحوار يعني أنهم سيبذلون جهداً كبيراً في الاجابة على الأسئلة العديدة.. ويقدمون معلومات ويخدمون الجريدة بآراء مختلفة ويمنحونها فرصة لاستثمار كل ذلك في التسويق.. وأحدهم لم يكتف بالطلب الصريح بل أكد أن زمن الحوار المجاني انتهى.
* جيد أن يكون للكلمة قيمتها.. لكن القيمة ليست في المادة فقط..!
|