في مثل هذا اليوم من عام 1978، لقي 10 من قوات الكوماندوز المصرية على الأقل مصرعهم في حادث تبادل إطلاق نار وقع في وقت متأخر من الليل مع جنود قبارصة يونانيين في مطار لارناكا بقبرص.
وقد تبادلت القوات المصرية والقوات القبرصية النار بسبب بقاء مصير الرهائن ومختطفيهم على متن طائرة الركاب القبرصية مُعلقاً.
وقالت الحكومة القبرصية إنها كانت في طريقها لحل أزمة الرهائن عندما شنت القوات المصرية هجومها على الطائرة. قد ألقت مصر باللوم على قبرص بسبب سفك الدماء وقالت إن قواتها الخاصة ساعدت على إنقاذ الرهائن والقبض على الإرهابيين. وكانت الأزمة قد بدأت عندما تم اغتيال يوسف السباعي محرر صحيفة مصرية معروفة وصديق الرئيس المصري أنور السادات في فندق نيقوسيا هيلتون على يد رجلين مسلحين.
وقد وافق المفاوضون على السماح للقتلة بمغادرة قبرص مع 11 رهينة من بينهم مصريون على متن أحد الخطوط الجوية القبرصية دي سي 8. إلا أن الطائرة تم إجبارها على العودة للجزيرة بعد رفض الدول الأخرى السماح لها بالهبوط في أراضيها. وقالت الحكومة القبرصية إنها سمحت للطائرة الحربية المصرية هركليز(c-131) بالسفر إلى لارناكا، لكنها أصدرت تعليمات صارمة للمصريين بعدم التدخل. إلا أن الكوماندوز المصريين قاموا بشن هجوم شامل وخاطف على الطائرة دي سي 8، رغم أنه كان من الواضح أن المفاوضات القبرصية قد أمنت عملية استسلام محتجزي الرهائن. ووصف مراقب ال بي بي سي جون بيرمان كيف فتحت القوات القبرصية النيران على الوحدة المصرية المقاومة للإرهاب مما أسفر عن استمرار المعارك بين الجانبين لمدة 50 دقيقة.
وقال المراسل إن الرئيس كيبريانو وكبار المسؤولين القبارصة الذين كانوا يراقبون الأحداث قد اضطروا إلى الانسحاب من برج المراقبة بالمطار بعد تعرضه للأعيرة النارية. وقد وُصفت محاولة طلب أحد المسؤولين القبارصة من المصريين الذين كانوا يتخذون أماكنهم لإطلاق النار بالاستسلام بأنها عمل ينطوي على (شجاعة بلهاء). واضطر معظم الكوماندوز إلى الاختباء داخل طائرة مجاورة لم يكن على متنها أحد وذلك بعد أن تم تدمير الطائرة هركليز بقذيفة مدفعية.
وبدا أن الأزمة قد انتهت بعد تفوق قوات الحرس الوطني القبرصي على الفدائيين المصريين وإقناع طاقم دي سي 8 المسلحين بالاستسلام وترك أسلحتهم.
وتم الإسراع بإرسال المصابين من الكوماندوز المصريين والقبارصة إلى مستشفى لارناكا.
|