في مثل هذا اليوم من عام 1961 قامت الشرطة الخيّالة في لندن بتفريق مظاهرة للتنديد باغتيال رئيس وزراء الكونغو السابق باتريك لوموبا. وقد اندلعت المعارك خارج السفارة البلجيكية في وسط لندن عندما بدأ المتظاهرون، الذين كانوا يحملون الرايات واللافتات المؤيدة للزعيم المخلوع، في الهجوم على الضباط وقذفهم بكتل من الطين، وإلقاء الصحف المشتعلة تحت أرجل أحصنة الضباط. وقد أصيب العديد من الضباط والمتظاهرين بسبب وقوعهم وسحقهم تحت أقدام الجماهير المحتشدة. وتم إلقاء القبض على ستة وعشرين شخصاً وتم عرضهم على قضاة مارلبورو ستريت. وكان السيد لوموبا أول زعيم ديمقراطي منتخب للكونغو في شهر يونيو من عام1960.
بيد أنه تم عزله بعد أربعة أشهر فقط من تسلمه للسلطة بعد أن فقد تأييد الجيش وبعد انتشار الشائعات حول ميوله الشيوعية. بعد ذلك تم اختطاف لوموبا وقتله رغم وجود القوات البلجيكية وقوات الأمم المتحدة في الكونغو. وادعى أحد التقارير أن جندياً بلجيكياً قام بقتل لوموبا.
من ناحيتها دانت موسكو بشدة عملية الاغتيال، وطالبت السلطات الروسية بإقالة سكرتير عام الأمم المتحدة داج هام مارسيكجولد واتهمته بأنه متواطئ ومدبر لعملية الاغتيال.
وقد بدأت المظاهرات في لندن في ميدان ترافالجار من خلال اجتماع نظمته حركة تحرير المستعمرات ولجنة المنظمات الأفريقية. وحضر الاجتماع زهاء 4000 من المتظاهرين.
وقاموا بالهتاف والتهليل عند انتقاد المتحدثون لنظام الكونغو الجديد، ثم بدؤوا يهتفون قائلين: فلتسقط بلجيكا، فلتسقط الأمم المتحدة.
وكان من بين المتحدثين فينير بروكواي عضو حزب العمال، وكينيث كوندا زعيم حزب استقلال شمال روديسيا الوطني المتحد، وجوشوا نكومو زعيم حزب جنوب روديسيا الوطني الديمقراطي، وأنتوني ويدجوود بين. وقد تحركت الحشود بعد ذلك إلى شارع أكسفورد ثم إلى السفارة البلجيكية في بيلجرافيا. وقام السيد بروكواي بتسليم رسالة احتجاج وكان من المتوقع أن يستمر المتظاهرون في السير حتى طريق كينج، ولكنهم رفضوا التحرك وقاموا باختراق صفوف الشرطة.
|