كتب الأخ الأستاذ منيف بن خضير- وفقه الله-، في جريدتكم الغراء عما حدث خلال حج هذا العام من تزاحم بين الحجاج عند جمرة العقبة أدى إلى مقتل ما يزيد على (200) حاج، وذلك نتيجة الجهل وقلة الوعي، وتزاحم الناس وتدافعهم، وقدم الأستاذ منيف فكرة رائعة واقتراحا ناجحا، وهو إنشاء قناة أرضية وفضائية تبث بعدة لغات عالمية تسمى (قناة الحج)، ويكون بثها قبل الحج بثلاثة أشهر أو شهرين، ولا يشترط استمرار بثها طوال العام، وأضم صوتي إلى صوته في تأييد هذه الفكرة الطيبة، وأقترح أن يكون التركيز في برامج هذه القناة على عدة محاور:
1 - البيان والتوضيح للعقيدة الصحيحة والتحذير من البدع ومحدثات الأمور كل ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، إذ إن كثيراً من التزاحم في بعض المواضع والأمكنة في الحج، إنما هو نابع من اعتقادات خاطئة وبدع محدثات.
2 - شرح أركان الإسلام الخمسة بشكل مبسط وميسر يفهمه عامة المسلمين والتركيز على شرح وتوضيح مناسك الحج مع بيان يسر الشريعة وسماحة الإسلام، وسهولة تشريعاته وتذكير الحجاج بأن الله تعالى لم يجعل علينا في الدين من حرج، وأن النبي- صلى الله عليه وسلم- ما سئل عن شيء يوم النحر قدم أو أخر إلا قال (افعل ولا حرج). وحبذا لو يكون هناك عرض تعليمي مصور لصفة العمرة والحج على هذه القناة المقترحة.
3 - أن يكون هناك إفاضة ومزيد بيان في الحديث عن رمي الجمرات وعن تيسير الشريعة على الحجاج في أداء هذا المنسك من مناسك الحج، وكذلك ينبغي أن يكون هناك خطة محكمة وتكتيك مطور وتنظيم جيد عند تفويج الحجاج إلى الجمرات يتم دراستها من قبل المختصين، ثم يعلن عنها في (قناة الحج) ويتم حث جميع الحجاج للعمل بهذه الخطة من أجل سلامتهم وأداء مناسكهم بيسر وسهولة، وتشارك جميع بعثات الحج بتوعية حجاجها، كذلك في بلادهم عند مراجعتهم لتجهيز ما يلزم من أوراق لفسح الحج.
4 - أن تبرز هذه القناة الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لخدمة حجاج بيت الله الحرام بالتفصيل، فإن هذه الجهود المباركة تحتاج إلى قنوات، ولن تفي ببيانها من الكتب مجلدات، فمن الواجب أن نقول للمحسن أحسنت ونشكره على إحسانه، وإن كان واجباً عليه من باب قول المصطفى- صلى الله عليه وسلم- (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) وعلينا أن نعلم أن ما يحدث للحجاج خلال أداء حجهم، إنما هو بقضاء وقدر، كما صرح بذلك سمو وزير الداخلية - سلمه الله - ولا يجوز بحال من الأحوال استغلال أحداث الحج في الإساءة إلى هذه البلاد المباركة، ونسبة التقصير والإهمال إليها، ولا سيما من كتابنا ومثقفينا، وما مثل هؤلاء إلا كمثل من تحسن إليه الدهر كله، فإذا أخطأت أو أسأت مرة قال ما رأيت منك خيراً قط.
الأخ الأستاذ منيف اقتراحك جميل، ورأيك سديد خطه قلم مبارك، بيد إعلامي وصحفي متميز فشكر الله لك وبارك فيك، ونفع بك، ومن باب حسن ظننا بولاة الأمر نقول: إنه سيكون في طريقه إلى التنفيذ، وسيرى النور قريبا،ً وذلك لعلمنا بحرصهم - حفظهم الله - على خدمة حجاج بيت الله الحرام بكل سبيل وسيكتب الله تعالى- إن شاء الله لك- أجر هذه الفكرة المباركة.. قال- صلى الله عليه وسلم- (من دل على خير فله مثل أجر فاعله).
زيد بن فالح الربع الشمري /منطقة الحدود الشمالية - المركوز | 
