قرأت مقالة جميلة في صفحة عزيزتي الجزيرة في العدد رقم 11448، والمقالة للأستاذة سلوى أبو مدين، ومقالتها بعنوان (تنمية القراءة عند الطفل)، تناولت فيها بعض الطرق التي تساعد على غرس عادة القراءة في نفس الطفل، وكان مقالا رائعا يهم كل أب وكل أم، وأحببت أن أشارك وأعلق وأفيد القراء،لعلهم يثرون الموضوع أيضا فهو على درجة كبيرة من الأهمية.
وتعليقي هنا ينصب على كتاب جميل تناول هذا الموضوع وأبدع المؤلف فيه، والكتاب بعنوان (حب القراءة - أساليب عملية تجعل أولادك يحبون القراءة)، وخاطب فيه المؤلف المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات - وهو من تأليف الأستاذ راشد بن محمد الشعلان.
بدأ المؤلف الكتاب بمقدمة جميلة ذكر فيها أهمية القراءة في نفس الطفل حتى تصبح عادة يمارسها ويستمتع بها، واستدل المؤلف ببعض الدراسات العلمية التي تبين أهمية القراءة، وأن من تفوق فيها تفوق في المواد الأخرى.
وذكر المؤلف أيضا الكثير من المشكلات التي تعيق تربية الطفل على حب القراءة، ولا سيما في العصر الحديث، وطرح سؤالا مهما هو: كيف نربي أبناءنا على حب القراءة في ظل الألعاب الساحرة التي يمارسونها لساعات طويلة في اليوم؟!
بعد ذلك أجاب المؤلف على هذا السؤال، وكانت إجابته في فصل كامل، هو الفصل الأول، وذكر فيه المؤلف عشرين أسلوباً عملياً اتسمت بالاثارة والتشويق وسهولة التطبيق، فما على الأم أو الأب إلا أن يقرأ ويطبق.
وذكر المؤلف خطوات اجرائية لتطبيق كل أسلوب، ومن هذه الأساليب:
1- القدوة القارئة.
2- توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل.
3- تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له.
4- مراعاة رغبات الطفل القرائية.
5- القراءة الجهرية للطفل.
ويتوقف المؤلف كثيراً عند هذا الأسلوب، ويفصل فيه، ويذكر المؤلف توصيات للآباء والأمهات في فن القراءة للأطفال، ويستمر المؤلف في عرض بقية الأساليب التي تجعل الأطفال يحبون القراءة، حتى يصل إلى عشرين أسلوباً قابلة للتطبيق بكل يسر وسهولة،اماالمعلمون والمعلمات فقدم لهم أكثر من ثمانية عشر أسلوباً تجعل تلاميذهم يحبون القراءة ويتفوقون فيها، ليس هذا فقط بل تنمو عندهم مهارات التفكير، حيث تطرق المؤلف إلى كيفية تنمية مهارات التفكير عن طريق القراءة، وهذا هو الفصل الثالث الذي خصصه المؤلف لأفضل الأساليب لتدريس مهارات القراءة وتنمية مهارات التفكير!
كما تحدث المؤلف عن أنواع القراءة ومزايا كل نوع وعيوبه، وركز المؤلف على نوع جديد من أنواع القراءة وهو: القراءة الناقدة.
وفي الفصل الأخير طرح المؤلف قضية كثيراً ما أزعجت الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات، وهي قضية (الضعف في القراءة)، وقد عالجها المؤلف وأجاد عندما ذكر: مظاهر الضعف في القراءة ومستوياته، ثم ذكر اسبابه، وفي النهاية طرح أساليب عملية لعلاج الضعف القرائي، ويبدو أن المؤلف صاحب خبرة كبيرة ولا سيما في هذا المجال، وذلك كان واضحا من الأساليب الجديدة التي طرحها لعلاج هذه القضية.
وختم المؤلف كتابه الجميل بجدول عرض فيه أكثر من ثلاث مائة قصة وكتاب مرتبة للأولاد والبنات حسب العمر المناسب من سنة إلى ثمانية عشر عاماً. ويظهر لي أن المؤلف اعتمد على معايير دقيقة في هذه الاختيارات، لأني اشتريت بعض هذه القصص واطلعت عليها، وبدأت أطبق الأساليب التي ذكرها المؤلف لجعل أطفالي يحبون القراءة ونجحت معهم والحمد لله.
والخلاصة: انه كتاب مفيد ينبغي على كل أب وأم ومعلم ومعلمة ان تقتنيه وتقرأ فيه، وسوف يستفيد منه كل من قرأه. والكتاب صيغ بلغة سهلة الأسلوب (أسلوب السهل الممتنع)، كما انه اهتم بمجموعة من العوامل المؤثرة في انجاز عملية القراءة، ومعالجة مهارة القراءة بوصفها فعلا اجتماعيا وثقافيا، وليس مجرد عمل آلي ينحصر في نطق الكلمات والجمل، كما أتمنى من الجهات المعنية مثل وزارة الثقافة والاعلام، وزارة التربية ومكتبة الملك عبدالعزيز ومكتبة مركز الملك فيصل وكل الجهات المعنية، آمل منهم أن يساهموا في نشر هذا الكتاب وتوزيعه بالمجان أو بسعر مخفض.
لأننا إذا غرسنا حب القراءة في نفوس أطفالنا منذ الصغر فلن نخاف على مستقبلهم عند الكبر.
وقبل الختام كل الشكر مني والتقدير والدعوات الخالصة لمؤلف هذا الكتاب وكل من دعمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
د. أحمد محمد القحطاني |