اطلعت على المقال القيم العظيم الذي نشرته صحيفة الجزيرة في عددها الصادر يوم الأحد الموافق (26) من ذي القعدة من هذا العام (1424هـ)، بعنوان: (الآن حصحص الحقّ وظهرت براءة مناهجنا التعليمية مما اُتّهمت به)، للشيخ الفاضل الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء فجزاه الله خيراً وبارك في جهوده ونفع به الإسلام والمسلمين فقد نطق بالحق وصدع به، وأدّى ما عليه من البيان وبذل النصيحة.
وأزيد إيضاحاً فأقول: إن التعليم في المملكة العربية السعودية كان قبل إنشاء وزارة المعارف له مديرية عامة، مقرها مكة المكرمة، وكان مديرها العام فضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع رحمه الله، وهو من أهل العلم والفضل وقد وُضعت مناهج التعليم في عهده، ولما أُنشئت وزارة المعارف بعد وفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله في عهد الملك سعود رحمه الله، كان خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز حفظه الله أول وزير للمعارف فأقرّ مناهج التعليم ثم تلاه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ ثم أخوه الشيخ حسن ثم الدكتور عبد العزيز الخويطر ثم الوزير الحالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد والمناهج على ما هي عليه لم يُوجّه إليها تهمة في هذه العهود المتتابعة، وقبل سنتين تقريباً وبمناسبة الحملة الشرسة على هذه البلاد المباركة من أعداء الإسلام، اتَّهَم بعض الذين يميلون إليهم مناهج التعليم بأنها سبب التطرف والتكفير، وما تبع ذلك من تدمير وتفجير،
وهذه المناهج بريئة من هذه التهم، ثم لماذا تأخر هذه الاتهام إلى هذا الوقت؟!
ولم تُتّهم في عهد الملك عبد العزيز، ولا في عهود الوزراء السابقين، أولهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ومن المعلوم أن الكثيرين من العلماء والأمراء والوزراء قد درسوا هذه المناهج ولم يحصل لهم منها إلا الخير والسلامة.
هذا، وإن تنازلنا عن شبر من أصولنا تحقيقاً لرغبة أعدائنا من الكفار والمنافقين يسخط ربنا ولا يرضى أعداؤنا، كما قال الله عنهم: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء } (89) سورة النساء.
وفي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضَى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس).
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين من شرور الأشرار وكيد الكفار إنه سميعٌ مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
عبد المحسن بن حمد العباد البدر
المدرس بالمسجد النبوي الشريف |