قرأت في بعض الصحف عدة مقالات تتطرق الى المديح والثناء الزائد للمسؤولين ومديري الإدارات وقد صدقوا فيما ذهبوا إليه من خلال تلك المقالات، فنحن نتضايق ونصاب بالضجر والملل عندما نقرأ مقالاً لأحدهم وقد ملأه بالمديح الزائف والإشادة المبالغ فيها والتملق الزائد عن حده. ونفس الشيء يحدث عندما تقام بعض الحفلات. ونحن نتساءل أين هذا الكلام وهذا التمجيد قبل أن يصل المسؤول الى هذا المنصب أو بعد أن يتركه؟ إنني حينما أقرأ في الصحيفة تمجيداً غير واقعي أو أحضر حفلا أو اجتماعاً واسمع مدحاً زائفاً لمسؤول يسقط من عين ذلك الكاتب وذلك المادح!! فالشكر والإشادة أمر طبيعي لكل مسؤول مخلص، فمع أنه يؤدي واجباً عليه إلا أنه يستحق الثناء ولكن الثناء الصادق والخالص والبعيد عن الكذب والرياء والنفاق. وكم أتمنى لو أن بعض المسؤولين يطلبون ممن هم تحت إداراتهم عدم التملق في الكلام الذي يفرحه هو ويضحك الآخرين لأنه غير متزن وفيه الكثير من القول غير الصادق!! كما أهيب بالكتَّاب مراعاة الخالق عز وجل فيما تسطره أقلامهم وأن يكونوا واقعيين وصادقين في مقالاتهم وألا تسيرهم مصالحهم الشخصية وأهواؤهم فيما ينشر لهم من كتابات!! فالقراء باتوا يدركون ما يقرءون ويعرفون ما يرمون إليه ويستاءون ممن يمدح من يخدمه من الإدارات ويذم وينتقد من لا يخدمه ويجامله!.
|