أزف العام على الوداع.. وتوشك شمسه على المغيب كما غابت شمس غيره من السنين فها هو العمر يتهاوى ناكصاً والسنوات تمضي مسرعة والأيام تقضي مهرولة ها هو عام قد مضى وانتهى وابتدأ عام جديد عام مولود للتو خرج من رحم الحياة كما خرج غيره قبله.
بمناسبة العام الجديد أحببت أن أسجل شيئاً من خواطري فوجدت أمواج الأفكار تحاصرني تعود بي إلى شاطئ عام مضى وانقضى, شاطئ أبحرت السفينة عنده مدى اثني عشر شهراً.. مضى العام فجالت بنفسي شواردها وتذكرت قول الشاعر:
انا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يدني من الأجل
انقضى عام بحلوه ومره ومآسيه وأحزانه وأفراحه وأتراحه وكل ذلك محسوب من أعمارنا.
أجل ! إن كل دقيقة تمضي من حياتنا محاسبون عليها فها هي سنة كاملة ولت مسرعة تحمل معها سجلاً حافلاً بأعمالنا وأرصدة سجلت في صحائفنا.
والآن يظلنا عام جديد فهل يا ترى حاسبنا أنفسنا على ما بدر منا؟ وهل وقفنا وقفة جادة معها؟
يظلنا عام جديد فما عسى ان يكون حال المسلمين؟
إن يراعي ينزف مداده ألماً، يجهش دمعاً على حال أمتنا الإسلامية فما يصيب أمتنا يعصر القلوب ألماً وحسرة؛ فمن حروب ونكبات إلى فرقة وشتات إلى تناحر وتخالف..!
أسئلتي تطوق عنق يراعي، لم يلق لها إجابة..
متى يظلنا عام جديد ونحن بعيدون عن الفرقة والشتات؟
ومتى يظلنا عام جديد ونحن بسلام لا نرى حروباً ونكبات؟
ومتى يظلنا عام جديد وقد حقنت دماء المسلمين وحفظت أعراضهم؟
أمنيات تلاحقني وألاحقها أريد أن تتحقق حتى لا يتكدر صفو العيش مرددة ما قاله الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
أتمنى أن يكون هذا العام الذي يكتنفنا عام خير وبركة عاماً حافلاً بالسلام والأمن والاستقرار..
أتمنى أن تحقن الدماء وأن يعم السلام أرجاء المعمورة.
أتمنى أن تندمل الجفون المقرحة وتلتئم القلوب الجريحة وتنتعش الأمة المتعثرة.
إنني أنتظر تلك اللحظات بفارغ الصبر وأعيشها مقدماً كما يعيش النهر الناضب ارتقاب الفيضان والروض الذابل انتظار الربيع.
إنني متفائلة بعام كله خير وبركة بإذن الله على الجميع.
ألا إنما بشر الحياة تفاؤل
تفاءل تكن في زمرة السعداء
وفي الختام أتمنى أن يكون الأمل نافذتنا وأن تبحر مراكبنا إلى عالم الحب والصفاء والنقاء حتى نسعد بإذن الله في حياتنا، وكل عام والجميع بخير.
|