كل العالم يندد بجدار شارون العنصري إلا شارون وزمرته، ومع ذلك فإن هذه المجموعة تتحدث عن أهمية الجدار للسلام وللأمن على الرغم من أن الجدار نفسه يحمل كل علامات العداء والتوتر من خلال اعتدائه السافر على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية واقتطاع اكثر من 50 بالمائة من مساحتها.
ومع ذلك فإن شارون يحاول إقناع أمريكا بأن هذا الجدار أقيم لأسباب أمنية تتمثل في حماية إسرائيل من الهجمات الفلسطينية.
لكن شارون لا يريد أن يقول لماذا يهاجم الفلسطينيون إسرائيل وحتى إن لم يقل فإن الجميع يعرفون وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية..
وأرسلت واشنطن ثلاثة مبعوثين لإقناع شارون بتعديل مسار هذا الجدار وليس إزالته كلياً لأنه يقام خارج الخط الأخضر الذي يفصل الضفة الغربية عن فلسطين المحتلة عام 48 وعلى الرغم من أن طول هذا الخط لا يتجاوز المائتي كيلومتر إلا أن الجدار يمتد بطول 700 كيلومتر لأنه يتلوى داخل الضفة الغربية ويتعرج فيها ليفصل مدنها ومناطقها عن بعضها البعض.
وهناك ما يكفي من الوقائع لدى أي من كان لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بإزالة هذا الجدار وبالأحرى أن لدى أمريكا، إن أرادت الكثير بهذا الصدد.
وليس المطلوب أدلة حاسمة فهي موجودة أصلاً لكن المطلوب إرادة سياسية تستوعب بحيادية أبعاد المشكلة وتطرح بشجاعة الحل العادل والشامل.
وهناك أيضاً طرح شارون بخصوص الفصل من جانب واحد ويتمثل في إزالة مستوطنات في غزة على أن يتم التوسع في مستوطنات بالضفة الغربية، وهنا أيضاً يسعى شارون إلى إقناع واشنطن على الرغم من أن واشنطن هي إحدى الجهات الراعية لخطة خريطة الطريق التي يتهرب منها شارون.
|