إن ثروة البلاد الحقيقية ليست في النفط، بل في كونها منبعا مستمرا للرجال. النفط - إذا لم يحسن استخدام موارده - قد يضر ولا يفيد، بينما تربية الأجيال وتنشئتها بسلاحي القيم - سواء دينية أو أخلاقية- والعلم هما الضامن الأساس لمستقبل باهر بإذن الله.
لقد حبا الله هذه البلاد قيادة نبيلة متوارثة، ولكن لا غنى عن تحري أفضل الوسائل للحفاظ على تماسك المجتمع، وتطوير قدراته، وبناء قوة هذا الوطن، بالحفاظ على القيم ومحاربة الفساد، وتحقيق العدالة عن طريق توفير القدرات الإدارية القادرة على تأمين ذلك.
إن بلادنا تتعرض لتحديات تخطط لها وتغذيها أطراف دولية لا تقبل بمحافظة هذه الدولة على استقلاليتها وسط عالم عربي تتفاوت فيه التبعية للأجنبي، وليس صعبا على هذه الأطراف استخدام فئة من الجهلة من أبناء الوطن في سبيل ذلك.
إن الرد الحازم والحاسم على هذه المحاولات هو معالجة نقاط الضعف فينا، وتنمية نقاط القوة، ومنها العلم.
لم تأت جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي عبثا، بل إن سيرة المرحوم الوالد فرضت إنشائها، فقد ثقف نفسه في زمن ندرت فيه الوسائل الممكنة للمعرفة.
وفي كل مراحل حياته العملية من جازان إلى الظهران إلى تبوك إلى نجران كان يرعى العلم ويقدم جوائز التفوق للبارزين من الطلبة.
ووجود سموكم والاخوان الكرام هنا هو تكريم للعلم بقدر ما هو تكريم لهذا الرجل الخالد اسما ومسمى.
|