** على افتراض أن داخل كل إنسان (محكمة وقضاة!) وعلى هذا فهو (الحكْم والحَكَم) في آن.. وهذا بالطبع هو المفترض أن يكون من حيث إن الضمير الإنساني يبدو ممسكاً بيد وردة تهنئة حمراء كدليل الرضاء الذاتي عن الذات، غير أنه يلوّح باليد الأخرى (بخيزرانة!) جلد الذات في حالة عدم الرضا. إنها معادلة حساسة.. في توازنها تفعيل لما يجب أن يكون إنسانياً وهذا بدوره كفيل بخلق التوازن النفسي -العقلي - الاجتماعي الذي يحتاجه كل منا للعيش بطمأنينة ورضاء وسرور.
** في داخل كل فرد منا (مستشفى) أو بالأحرى (مجمع مستشفيات!) وهذا هو سر تمثّلهم بالقول إن (الإنسان طبيب نفسه!) وهذا لا شك عامل اطمئنان غير أنه عامل (قلق) أيضاً. وكيف ذلك؟ أما الاطمئنان فمصدره حقيقة قدرة الإنسان - في حال أراد ذلك - على التحكُّم بمجريات ما هو وهْم وما هو حقيقة، أما الشأن المقلق هنا فهو احتمالية أن يغفل الإنسان هذه الحقيقة فتتسع دوائر الوهم من حوله وتضيِّق الخناق عليه إلى درجة الاستسلام الخانق بمجرد أن يمنح نفسه حق طرد طبيبه (الذاتي) ليجدها من ثم تقوده مجبراً من طبيب إلى آخر فيجرِّب عقاراً وعقاراً وبذلك يحتل الوهم في كيانه عرش الحقيقة..
** ما هو القاسم المشترك بين السلْق والتسلُّق؟ أما ذلك فهو أن التلاشي هو المصير في الحالين.. فالنهاية الحتمية لسلْق البيض هو استهلاكه حتى العدم.. أما التسلُّق فليس إلا محاولة نحو الصعود إلى الأعلى غير أنها محاولة مجردة من كافة مقومات وعوامل السلامة مما يجعل من مثل هذا الصعود سقوطاً نحو الهاوية، فالتلاشي من ثم في رحم العدم...
|