هل يمكن القول بأن هناك دور أعمال وإنتاج سعودية تتخوف من التكنولوجيا، ولدرجة أنها لم تتعلم حتى يومنا هذا لماذا لم تتبنَ التقنية المستوردة، أو على الأقل لها أن تشارك في سعودتها؟ لماذا بعض منها لا يزال يكافح ويكابد في مجال التسوق والبيع فقط؟ ولماذا تجاهل البعض منها وعجز عن منافسة المستورد في مجال الإنتاج التكنولوجي المتطور رغم الدعم السخي من الدولة. وبدت دور وكأنها متعمدة في أعمالها على الاستيراد المكثف والتمثيل التجاري أو الوكالات، وباتت مقتصرة ضعيفة ضعفاً ملحوظاً في مقابلة الاستيراد بالتصدير (الفرنتشايز). لماذا هذا الجمود المتوقف على تمثيل الشركات الأجنبية المحصور في تصريف منتجاتهم داخلياً دون أي مشاركة من بعيد أو قريب في تطبيق أساليب التكنولوجيا وتوظيفها في الوطن الغالي؟.
هناك فارق كبير بين أن نعرف كيف؟ وبين أن نعرف لماذا.. بمعنى ان بعض دور الأعمال تصنف اما تقليدية راكدة تقنيا تتعامل فقط في استيراد السلع والخدمات المعروفة ومن ثم بيعها، وهي الأكثر عدداً واما دور تكنولوجية منتعشة ومتجددة ابتكارية تتعامل في السلع الجديدة المتطورة، وهي الأقل عدداً.
ورغم أن الدور التقليدية قد برعت في الاستفادة من خدمات شبكة الانترنت في الإعلان والترويج والتوزيع التسويقي لها، إلا انها لم تواصل تلك البراعة ولم تتابع استكشاف هذه الخدمة كمصدر هام لآخر ما توصلت إليه البحوث والابتكارات في إنتاج السلع وتحسينها. حتى أن عولمة القرن الحادي والعشرين عند المستثمرين التقليديين تعني مزيداً من حرية الاستيراد والتوريد والوكالات، ولا وجوب ولا حاجة إلى قفز الحاجز التقني لتصدير المنتجات السعودية إلى العالم.قد تتردد الدور التقليدية في التصدير على أساس انه استثمار تحفه الأخطار لفارقه التقني الواضح الأمر الذي يمنعهم من مواكبة الغرب ومنافسته تجارياً. وبهذه العقلية التقليدية أصبحت غير قادرة على السيطرة على أسعار المستوردات ولا على كمياتها، فكلها متساوية في نوعية السلع، وكلها خائفة على مركزها التسويقي أو رأسمالها.
وعلى النقيض منها فقد نجحت الدور المتجددة السعودية في استخدام التطبيق التكنولوجي لإنتاج السلع، بهدف رفع مركزها التجاري بمقدار درجة و درجتين أعلى من منافسيها في محاولة للتغلب على منافسيها وبتغير اساليبها القديمة التسويقية والتوزيعية إلى تطويرية ابتكارية. فنمت بمعدلات اسرع بالمقارنة بما اكتسبته من قدرة اكبر في تحديد الأسعار التي انعكست بدورها ايجابياً على أرباحها السنوية. وبدلاً من أن نفكر في أنه لماذا سيفشل المنتج التكنولوجي، الأفضل لنا أن نفكر في الخطط التسويقية التي يمكن بها أن تحقق النجاح للمنتج الجديد، وعند هذه المرحلة يشعر المستثمر بقدر أكبر من الثقة فيما يبدأ المستهلك في النظر إليه باعتباره مستثمرا يخدم وطنه وسكانه قبل أي شيء آخر.
|