موعدان أمام الديموقراطيين أهمهما لقاء الثلاثاء الكبير
كيري يحتفظ بالصدارة.. ومنافسوه يتشبّثون بالاستمرار

  * واشنطن ماديسون ا.ف ب:
عزز السناتور جون كيري مسيرته نحو المواجهة الأخيرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية بفوزه في ولاية أخرى ليزيد رصيده في الفوز بـ15 ولاية من جملة الولايات التي أجريت فيها الانتخابات التمهيدية حتى الآن، وينظر الديموقراطيون الآن باهتمام إلى موعد الثاني من مارس المقبل أي ما يعرف بيوم الثلاثاء الكبير، حيث تجرى واحدة من أهم التصفيات لاختيار المرشح الديموقراطي الذي سيواجه الرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش.
فقد فاز كيري الثلاثاء في الانتخابات التمهيدية في ولاية ويسكونسين بفارق ضئيل على جون ادواردز بينما بدا ان هاورد دين أصبح بعيدا جدا عن ترشيح الديموقراطيين للبيت الأبيض.
ويعزز هذا الفوز للسناتور عن ولاية ماساشوسيتس، موقع كيري لخوض المواجهة مع الرئيس بوش في الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في تشرين الثاني- نوفمبر المقبل في الولايات المتحدة، مع أن ادواردز كان منافسا أقوى مما توقع المحللون.
وحتى الآن فاز كيري في 15 من الولايات الـ17 التي جرت فيها الانتخابات التمهيدية وانتخابات اللجان للحزب الديموقراطي.
وتفيد نتائج مؤقتة بعد فرز تسعين بالمئة من الأصوات أن كيري حصل على تأييد 39% من الناخبين مقابل 35% للسناتور عن كارولاينا الشمالية لجون ادواردز و18% لحاكم فيرمونت السابق هاورد دين.
وقد شكل الفارق الضئيل في الأصوات بين كيري وادواردز مفاجأة للمحللين بعد ان رجحت استطلاعات الرأي التي نشرت قبل الاقتراع فوز كيري بفارق كبير على منافسيه، ويرى معظم الخبراء أن كيري سيكون المرشح الديموقراطي الذي سينافس بوش في الانتخابات الرئاسية.
وكان استطلاع للرأي أجري أخيرا لحساب صحيفة (واشنطن بوست) وشبكة التلفزيون (سي. ان. ان) أشار إلى ان كيري سيحصل على تأييد 52% من الناخبين مقابل 43% لبوش في حال أجريت الانتخابات الآن.
وقال ادواردز لشبكة (سي.ان.ان) مساء الثلاثاء بصراحة فاجأتني النتيجة، وأضاف كنت أنتظر بفارغ الصبر أن يصبح هذا السباق منافسة حقيقية، موضحا أن عدداً كبيراً من الديموقراطيين يأملون أن يرشح نفسه لمنصب نائب الرئيس إلى جانب كيري.
أما كيري، فقد تحدث بلهجة حازمة تشبه الخطاب الذي ألقاه عند فوزه في أول انتخابات جرت في ولاية ايوا، امام مؤيديه الذين كانوا يهتفون له في ميدلتون في ويسكونسين، وقال بوش: إني مستعد للمنافسة.
من جهته، أكد هاورد دين على الرغم من النتائج السيئة التي حققها بعد سلسلة الهزائم التي مني بها في عمليات الاقتراع السابقة، انه لن ينسحب من الحملة، وقال أمام مئات من أنصاره (لم ننته بعد).
وأضاف لم نحقق ما كنا نأمل به لكنني أطلب منكم التفكير قليلا بالطريق الذي قطعناه.
وكان دين أعلن أولا انه سينسحب من الحملة الانتخابية في حال هزيمته في ويسكونسين، لكنه تراجع عن هذا التصريح بسبب ضغط مؤيديه، على حد تعبيره.
وكان ادواردز ودين يأملان في نتائج كافية لتبرير بقائهما في السباق حتى (الثلاثاء الكبير) في الثاني من آذار مارس حيث ستجري انتخابات في عشر ولايات من بينها نيويورك وكاليفورنيا.
وقد تجنب كيري الذي بات يصر على تعزيز موقعه على المستوى الوطني، في الأيام الأخيرة انتقاد منافسيه ليركز على مهاجمة إدارة بوش حيث قال في اجتماع انتخابي الثلاثاء: إنها ليست إدارة جمهورية محافظة بل إدارة متشددة ومتطرفة.
وسيختار 4322 مندوبا بينهم 72 من ويسكونسين مرشح الحزب الديموقراطي في مؤتمر الحزب في بوسطن (شمال شرق) الذي سيعقد من 26 إلى 29 تموز/ يوليو المقبل.
ويحتاج المرشح لأصوات 2162 مندوبا ليحقق الغالبية المطلقة التي تسمح باختياره، وقبل ذلك يلتقي المتنافسون الخمسة على ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية الثلاثاء المقبل لانتخابات في ولايات هاواي وايداهو واوتا قبل (الثلاثاء الكبير) في الثاني من آذار/ مارس حيث ستجرى انتخابات في عشر ولايات من بينها نيوروك وكاليفورنيا.
وفي هاواي حيث دعي أكثر من 670 ألف ناخب لانتخابات للجان الانتخابية في 24 شباط/ فبراير من أجل اختيار عشرين ناخبا لمؤتمر الحزب الديموقراطي الذي سيعقد من 26 إلى 29 تموز/ يوليو في بوسطن.
وفي اليوم نفسه ستجرى انتخابات مماثلة في ايداهو (600 ألف ناخب) لاختيار 18 مندوبا بينما ستشهد اوتا (1.1 مليون ناخب) اقتراعا تمهيديا لاختيار 23 مندوبا.لكن المرحلة المهمة التالية هي الانتخابات التي ستجرى في الثاني من آذار مارس (الثلاثاء الكبير) حيث ستشهد عشر ولايات انتخابات لجان وأخرى تمهيدية.
وسيتم اختيار 1151 مندوبا، أي حوالى ربع عدد المندوبين، في هذا اليوم وحده.