Thursday 19th February,200411466العددالخميس 28 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مؤتمر أدباء الأقاليم في مصر يجدد رفضه التطبيع مع إسرائيل ويطالب بالحفاظ على الهوية العربية مؤتمر أدباء الأقاليم في مصر يجدد رفضه التطبيع مع إسرائيل ويطالب بالحفاظ على الهوية العربية
كشف المحاولات الرامية لتهويد فلسطين وحماية ما تبقى من التراث العراقي

* القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد:
أوصى مؤتمر أدباء مصر فى الاقاليم خلال دورته الثامنة عشرة بضرورة التصدي لكافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني ودعم الانتفاضة الفلسطينية وتقديره لدماء الشهداء ورفض نزع السلاح المقاوم.
وطالب المؤتمر الذي اختتمت فعالياته مؤخرا بالوقوف مع الشعب العربي في سوريا ضد مخطط الابتزاز الأمريكي الذي لا يستهدف سوريا فقط بل المنطقة العربية كلها وجامعتها العربية واستنكار العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على العراق شعبا وأرضا وأوصى بسرعة جلاء القوات المعتدية مع ضمان سلامة حدود العراق الاقليمية ووحدة أراضيه.
وأدان المؤتمر الصمت العربي تجاه ما يحدث للشعبين العراقي والفلسطيني ورفض المحاولات الرامية لتهويد الأراضي الفلسطينية وتدخل اسرائيل السافر في الشأن العراقي.
وفي الشأن الثقافي دعا المؤتمرون إلى مقاومة استهداف الثقافة الوطنية والقومية في العالم العربي والتدخل في صياغة توجيهات التعليم والثقافة ومراجعة مصادر تمويل المراكز البحثية والمنظمات الأهلية وبرامج التدريب والمنح والبعثات.
ونبه المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام الى أهمية وضع قضية الهوية في سياقها الصحيح من حيث حتمية تفاعلها وانفتاحها على العالم بما يضمن حرية التعبير عن الذات وحرية التعرف على الآخر واستبعاد التصنيف المغلوط للأديب الاقليمي وانه أصبح من الضروري ترجمة المساواة بينه وبين جميع المثقفين.
وشدد المشاركون على أهمية اعداد معجم للشخصيات الثقافية والفكرية والعلمية للادباء في الاقاليم ودعم الاتجاه الى الثقافة الشعبية في مؤتمرات الاقاليم باعتبارها ركنا أساسيا من أركان الشخصية المصرية ودعوة الجامعات الاقليمية لاقامة جسور تواصل الحركة الثقافية ودراسة الأدب والفكر بها حسب المعايير الموضوعية وتطوير الخطاب الاعلامي العربي نظرا لخطورة دوره ولما يواجهه من تحديات البث الفضائي الأكثر تأثيرا ومراجعة بعض الاجراءات الخاصة بالنشر الاقليمي بما يدعم هذا الاتجاه ويحفظ حقوق الكتاب مع الاهتمام بنشر الكتابات المتميزة والعمل على سرعة اصدارها.
التنمية والثقافة
تحت شعار المستقبل يبدأ الآن عقد المؤتمر دورته بحضور عدد من كبار المفكرين والأدباء في مدينة المنيا وتنوعت أوراق العمل بين ثقافة التنمية وتنمية الثقافة والابداع في المجتمع الحر والابداع والأدب بين الهوية والتحولات.
وكانت أكثر الأوراق سخونه تلك التي قدمها المفكر المعروف محمود أمين العالم وتناولت علاقة التنمية بالثقافة معتبرا انه لا تنمية بغير ثقافة ولا ثقافة معزوله عن مشروع تنمويي فكل تنمية أيا كانت تستبطن أيدلوجية ورؤية ثقافية معينة.
ويقول ان العلاقة بين التنمية والثقافة ان تكون تعريفا على العلاقة الجدلية بين البنية التحتية والبنية الفوقية وان كان لهذا التفريع دلالته الخاصة فالعلاقة الجدلية بين البنيه التحتية والبنية الفوقية علاقة تعبر عن واقع موضوعي على حين ان العلاقة بين التنمية والثقافة تتعلق باختيار ارادي أيدلوجي معين ولهذا فهي تعبير عن موقف الى جانب تعبيرها عن واقع.
ويشدد على ضرورة ان تظهر في العالم العربي تجارب معنوية قومية شاملة وان تكون أكثر ديمقراطية في تعاملها مع الجماهير وفي اتاحة الفرصة لها للمشاركة والتخطيط والتنفيذ والرقابة على المشروع التنموي وفي ادراك واحترام والتنفيذ والرقابة على المشروع التنموي وفي ادراك واحترام السمات والخصائص المميزة لكل بلد عربي وانه لو تحقق هذا لكانت هناك ضمانات لامكانية نجاح هذه التجرية التنموية النهضوية كنموذج مهم على المستوى العربي القومي كله رغم خصوصيتها.
ويتعرض الى أهمية التلاقي والتشابك بين المفكرين القومي او الاسلامي عند بعض المفكرين حيث ينطلق كل المفكرين من مقولة صحيحة ولكنها مجردة هي انه لا تمنية مستقلة بغير استناد الى الهوية القومية والروحية بشكل عام.
ويؤكد انه بالنسبة للتنمية الاسلامية فان التمسك بالقيم والمبادئ الدينية وتطبيق شريعتها وتوحيد الأمم الاسلامية يمكن ان تتحقق من خلالها التنمية المستقله المتحررة من السيطرة الغربية ويدعو الى ضرورة ان تكون التنمية مستقله من أية قوى داخلية رجعية أو قوى إمبريالية وصهيونية خارجية وقائمة على التعاون السياسي والاقتصادي المتحررة والثقافي مع بلدان العالم عنه وخاصة مع بلدان عدم الانحياز.
الإبداع والمجتمع
وتعرض الناقد الدكتور محمد حسن عبد الله الى الابداع في المجتمع الحر باعتباره عنوانا يطرح من الأسئلة أكثر مما يستقبل من الأجوبة لأن كل مفردة من مكوناته تحتاج الى استعادة شروطها وجود ثقافة مبدعية في مجتمع حر.
السلبية الأولى في ثقافة النفي وفن الهروب من مواجهة النفس معتبرا ان هذه الثقافة هي ثقافة تبريرية ذريعة تتحرك في دائرة ان ما يجري لها ليس من فعلها ومن ثم تتهرب من تحمل المسئولية وتجتهد في البحث عمن تحملها له حتى لا تواجه ذاتها بما فيها من عجز وقصور أو انحراف.
والسلبية الثانية كما يراها د. عبد الله هي تلك التي ينبغي ان تتخلص منها الثقافة الحرة وهي عدم الحق في المصيرية وعدم الحق في طرح الأسئلة والحق في الاكتشاف دون تعرض لعدوان أو سوء ظن أو تجريح خاصة وان الرسول صلى الله عليه وسلم حث على حماية الحياة والحفاظ على الروح وضرب مثلا في رجل يسقي كلبا في خفه فدخل الجنة مما يعكس قدسية الحياة بما فيها حياة الحيوانات.
بينما السلبية الثالثة والتي يعدها من ثالثة الأثافي هي بحث المثقفين عن سلطان خارج سلطان الثقافة ذاتها وهو ما يدخلهم في تزييف رسالتهم الثقافية والأخذ بالذرائع ونسيان الأيديولوجية والأكاديمية والنواحي الأخلاقية مما يؤدي الى تحويل المثقف الى أداة تنفذ لصاحب المشيئة.
الترجمة والإبداع
كما حاول الناقد الدكتور جمال نجيب التلاوي استعراض ترجمة الاختلافات الحضارية من خلال تجربته الذاتية كاشفا انه انتقل من ترجمة الشعر الى ترجمة القصة ويسعى الآن الى هجر الترجمة نهائيا والتفرغ للنقد وان خطوته هذه تأتى حينما عكف على ترجمة احدى روائع القصص الروسية واكتشف ما فيها من مغلوطات قرر التوقف عن الترجمة اضافة الى مصاعب جمة واجهها دفعته الى هجر الترجمة باعتبارها عملا شاقا يحتاج الى تفرغ كامل.
ويعتبر ان كل القصص التي قام بترجمتها وجدها كالارواح الحية تتحرك في بدن قوي أمامه كل ذراع في مكانه وكل عين في موضعها الأمر الذي يشعره بسعادة غامرة لا يعوضها شيء آخره واصفا إياها بانها السعادة التي تتطلب الكثير من المكابدة والجهد.
إلا ان الباحث محمد ابراهيم مبروك رأى في ورقته ان الترجمة تعبر عن ابداع حقيقي بما فيها من مشاق وصعوبات عندما لعبت الأعمال المترجمة من أدب العالم دورا كبيرا في تشكيل ذوقه الأدبي وشحن موهبته لابداع أعماله القصصية القليلة والتى جاءت مفارقة للقصص السائد وقتها بل ومفارقة لكتابات بناء جيلة في الستينات.
ويشير الى أن مبدع الترجمة لا يتوقف عند حدود معرفته باللغتين بل لابد من امتلاكه الرهافة التي يميز بها الفروق التي تختلف بها سمات لغة كاتب عن آخر داخل اللغة الواحدة والتمييز بين أسلوبه ومفرداته وما يطرأ عليها من تغيرات لا تتوقف.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved